ضمن برنامج روحي أسبوعي تقيم الكنيسة الإنجيلية المشيخية الوطنية في حمص ومكتبة روبرت سكاف، رياضة روحية مسكونية مساء كل يوم سبت من كل أسبوع ولغاية 27 نيسان، والبداية كانت يوم السبت الموافق ٢٣ آذار ٢٠٢٤ مع حديث روحي بعنوان: “رياضة روحية في زمن الصوم والقيامة” قدّمه صاحب السيادة الميتروبوليت “غريغوريوس” مطران حمص وتوابعها للروم الأرثوذكس، في رحاب الكنيسة الإنجيلية-حي بستان الديوان.
وعن هذا الحديث ذكر صاحب السيادة الميتروبوليت غريغوريوس بأن للصوم وجهَين: الوجه الأول هو أداة لإصلاح أدائنا كبشر، والوجه الثاني هو كنموذج للتربية انطلاقاً من آدم وحواء في الفردوس وقصة السقوط .
والكنيسة عرَفتْ أننا كبشر بحاجة دائمة للتحسين والإصلاح، فرتّبت هذه الأصوام من خلال وصية ربنا يسوع المسيح والكتاب المقدس وخبرة الآباء القديسين، فالصوم يُصلِح ويقوِّم ليضعنا على المسار الصحيح، هو ليس تجويعاً للمعدة فقط، بل هو صوم للجسد بأكمله وحالة متكاملة، حيث يتم من خلاله مراقبة الذات، وإعادة تفعيل حواس الجسد بتنقيتها وتصفيتها بطريقة صحيحة، من خلال اللجوء إلى الكتاب المقدس والكتب الروحية والآباء القديسين بشكل أكبر لنعدِّل موازيين حياتنا.
وأضاف قائلاً : إننا بحاجة كبيرة إلى فصل القيم الصالحة عن قيم هذا العالم، فالظلمة والنور لايجتمعان في المكان نفسه. كما أن الصوم هو انطلاقة محبة نحو الآخر، والحياة المسيحية علاقتها تكون باتجاه الله والإنسان.
والله يريد من الإنسان أن يتأله بالنعمة من خلال الحرية المعطاة للإنسان. فالحرية هي المساحة التي أعطاها الله للإنسان لكي يتمتع ويعمل ما يشاء، وفي الوقت نفسه لكي يحب اللهَ كابن وليس كعبد.
والصوم هو أيضاً نموذج للتربية كمسيحيين، فالحرية أعطاها الله للإنسان منذ الخلق، لكنه وضع بعض الحدود من خلال الوصية المعطاة له، وفي التربية نحن بحاجة إلى إعطاء أبنائنا مساحة من الحرية ليكونوا رجالاً لا لتحقيق أحلامنا. لذلك وجدت الحدود لكي لا ينجرف الإنسان وينزلق بل لتحفظه من الموت الروحي.
والطاعة بمفهوم التربية ليست تذللاً، بل الطاعة رجولةٌ وانضباطٌ، والصوم هو من أهم الاشياء التي تساعدنا على الانضباط، والابن المطيع سيكون منضبطاً وسيخلق نوعاً من الالتزام، والالتزام يخلق قدرة على الاستمرارية.
وعن هذه الرياضة الروحية صرّح القسيس أدون نعمان راعي الكنيسة الإنجيلية المشيخية لجريدة حمص بأننا ككنائس مسيحية على الرغم من تعدد الطوائف إلا أنّ ما يوحدنا هو إيماننا بالرب يسوع المسيح وهو الإيمان المسيحي القديم الذي ورثناها، وهذا الايمان يعزز وحدتنا مع بعضنا، هذه الوحدة التي أهم ما فيها هو إيماننا الواحد بإله واحد وكنيسة واحدة، وهذا النشاط الروحي بين الطوائف كافةً يؤكّد على هذه الوحدة، بغض النظر عن أي اختلافات أخرى مقارنة بإيماننا الحقيقي في جوهر شخص يسوع المسيح. وهذه الرياضة الروحية هي للتأكيد على وحدة الإيمان.
وهذا البرنامج هو بعنوانه العريض للحديث عن الصوم والقيامة وماذا يعني من مختلف نواحي الحياة.
وقد ذكر السيد كفاح طانيوس أمين مكتبة روبرت سكاف التابعة للكنيسة الانجيلية المشيخية بأن المكتبة تلعب دوراً روحياً وثقافياً وفنياً من خلال أسابيع ثقافية ومعارض رسم وأمسيات موسيقية.
أما على الصعيد الروحي فقد أقمنا هذه الرياضة الروحية بالتنسيق مع الكنائس المسيحية في حمص وكنا نسعى لتنفيذها منذ سنتين. وذلك كله بالتنسيق والتعاون مع راعي الكنيسة القسيس أدون نعمان، وبرنامجنا مستمر كل يوم سبت وحتى سبت إقامة لعازر
تصوير: كابي ابراهيم
اترك تعليقاً