أدب وفكر

” نيسان المجد “

لولاكِ يا شامُ عزُّ الشرقِ ما كانا
و عزَّةُ الشامِ .. لا تحتاجُ برهانا

خاضت فرنسا مع التاريخ معركةً
لم تدرِ أنَّ لهُ عيناً ..و آذانا

يرى و يسمع لا تخفاه خافيةٌ
فيُلبِس الغار أحراراً و شجعانا

جاءت فرنسا بآلافٍ مُؤلَّفةٍ
وكان غورو بنفش الريشِ نشوانا

قد غارَ غورو وغارت عنجهِيَّتهُ
قالت دمشقُ : لقد أخطأت عنوانا

في ميسلونَ دمُ الأبطالِ أنذرهُ :
لن تدخلَ الشّامَ إلا فوقَ أشلانا

جنودُ يوسفَ كم ضحوا وكم بذلوا
كيلا تُدنَّسَ أرضُ الشامِ مجّانا

وفي دمشقَ أُعيدَ الدرسُ ثانيةً
هلّا تعلمتَ شيئاً من مزايانا ؟

كانَ التوحشُ نهجاً في مجازرهِ
بالقصفِ حيناً وبالتنكيلِ أحيانا

فهبَّ شعبٌ أبِيُّ النفسِ مُنتفِضاً
وفَجَّر الأرضَ زلزالاً و بركانا

ماجاءَ مستعمِرٌ وارتاح في وطني
سورِيَّتي لم تهادِنْ قَطُّ طغيانا

سنابلُ القمحِ في حورانَ ثائرةٌ
وكانَ بالجبلِ السلطانُ سلطانا

فأطلقَ الثورةَ الكبرى مُدَوَّيةً
فزعزعت لطغاةِ الأرضِ أركانا

تجاوبَت معها أحجار زاويةٍ
ماللغُزاةِ مكانٌ في زوايانا

هَذا هنانو يلاقي لاذقِيَّتنا
وقادَ صالحُ ضدَّ البغيِ فرسانا

” نظيرُ ” حمصَ و ” خيرو ” في أزِقَّتِها
كانت أزِقتُها للحربِ .. ميدانا

خابت فرنسا و دبّاباتُها فَشِلَت
ياحمصُ تيهي فكَم أفشَلتِ عدوانا

مِن ميسلونَ لِوادي وروَر اشتعلَت
و أشعلَت بجنود البغْيِ نيرانا

لم يهدأ الأُسْدُ عن إذكاءِ ثورتِهِمْ
حتى أعادوا إلى الأحضانِ أوطانا

وزغردَ النَّصرُ في أرجاءِ مَوطنِهمْ
سهلاٍ ، هِضاباً ، وَوِدياناً وشُطآنا

تألَّقَ المجدُ في نيسانِهِ وَلَئِنْ
تجَسَّدَ المجدُ .. كانَ المجدُ نيسانا

عن الكاتب

غسّان دلّول

غسّان شفيق دلّول
إجازۃ في الآداب - قسم الجغرافيا
يكتب الشِّعر العمودي الفصيح والشِّعر المحكي والزّجل
صدر له ديوانان ( الورد والحب والجمال ) و ( وضوحَ الشّمس )
وديوان ثالث قيد الطباعۃ ( نُسيماتٌ من الجنّۃ )