قدّم صاحب السيادة المطران يوحنا عبده عربش متروبوليت حمص وحماة ويبرود للروم الملكيين الكاثوليك يوم السبت 6 نيسان 2024 مُحاضرة قيّمة بعنوان “معنى الصّليب ومفهوم القيامة في المسيحيّة”. وذلك ضمن فعّاليّات الرّياضة الروحيّة “في زمن الصوم والقيامة” التي تُقام في الكنيسة الإنجيليّة المشيخيّة الوطنيّة في حمص – برعاية مكتبة روبرت سكاف..
حيث أكد أن الصَّليب هو مفتاح الخلاص الشَّامل للجميع، فهو مجد وفرح ممزوج بالألم، حبّ من قلب مفتوح لكنّه مجروح بقوّة العظمة الإلهيّة. الصَّليب يتجلى معناه في التضحية وبذل الذات في الخدمة من أجل الآخرين. الصَّليب طريق للحياة الأبديّة، وجسر عبور للنجاة مِن كلّ المخاطر. الصَّليب هو إشارة انتصار على التجربة، والخطيئة. الصَّليب هو العلامة المميَّزة التي تظهر في كلّ شيء تقريبًا في عبادتنا وخدمتنا، نحن نرسم الصَّليب مرَّات لا حصر لها، قبل وبعد صلواتنا، في أوقات التجارب، والضيقات، في أثناء الحروب الرُّوحيّة، والمخاطر الخارجيّة، وقبل أن نؤدّي أي عمل.
مستشهداً بقول القديس أفرام السُرياني “دع علامة الصَّليب تدمغ كلّ أفعالك…”.
وأيضًا القدّيس كيرلّس الأورشليمي يقول: “ليتنا لا نخجل من أن نعترف بالمسيح المصلوب، إنّ الصَّليب هو ختمنا، نرسمه في ذهابنا وإيابنا، عند نومنا واستيقاظنا، عند أسفارنا ووصولنا وراحتنا”.
الصَّليب هو النافذة التي رأينا منها الحقيقة العظمى عن محبّة الله لنا، ولكلِّ إنسان في البشريَّة: “هكذا أحبَّ الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كلّ من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبديّة”.
تكلّم بوضوح وبجلاء من فوق الصَّليب في شخص المصلوب يسوع المسيح قال كلمات كلّها عطاء فأعطى الغفرانَ لصالبيه، وللص اليمين أعطاه الفردوس، أعطى لمريم العذراء ابنًا روحيًا، وأعطى يسوعُ ليوحنّا أمَّه مريم في بيته، أعطى للبشريّة الفداء، أعطانا اطمئنانًا على خلاصنا، أعطى الآب السّماوي وفاءً لديوننا.
والآب وهب لنا كلّ شيء بعد أن أعطانا ابنه وبيَّن محبَّته لنا، “تلك هي المحبَّة، نحن ما أحببنا الله، بل إنّه أحبَّنا وأرسل ابنه كفّارة لخطايانا. كلّ هذا حدث على الصَّليب الباب المفتوح الذي مكننا أن نرى قلب الله المحب، والمتألّم، والمخلّص، والفادي، فعلى الصَّليب رأينا الذبيحة الوحيدة الحقيقيّة، الله يقدّم نفسه لأجل كلِّ إنسان “ليس لأحدٍ حبٌّ أعظم من أن يبذل نفسه في سبيل أحبَّائه”
فكم مسيحياً مات لأجل المسيح ولم ينكر إيمانه؟
والأب فرانس مثال لنا، فقد استشهد وقدّم حياته ذبيحة بشهادة عظيمة للرّاعي الذي لم يتخلَّ عن خرافه مهما كان الخطر، فزاد عدد القدِّيسين الشُّهداء لنا في السَّماء وأصبح شفيعاً لكلِّ إنسان مسيحي.
مضيفاً: إن دعوتنا اليوم أن نثق بمن بذل نفسه لخلاصنا مفتدياً إيانا بدمٍ طاهر.
أما القيامة فلولا الصليب لا توجد قيامة، فالقيامة هي عبور من الموت للحياة، من الظلمة إلى النور. والفصح نسمّيه عيد القيامة فهو ليس عيداً عابراً إنما هو سر.
فنحن بالمعمودية ندخل في سر الفصح وهناك علاقة بين سر العمودية وسر قيامة يسوع المسيح، من جرن العمودية الحجر كذلك قبر المسيح من حجر، حركة تغطيس الطفل بالجرن تسير لوضع المسيح في القبر وخروجه حياً، الملابس البيضاء وتشير للملائكة، الصلوات والزيت الذي يدهن جسد الطفل تشبه الطيب الذي دفن به المسيح.
فالعماد هو سر فصحي ومشاركة في قيامة المسيح وعبور من الشك لليقين. والانتصار على الخطيئة والشر. القيامة عيد الفرح والرجاء نلتقي فيه مع المسيح.
يذكر أنه حضرَ الفعّاليّة نيافة الحبر الجليل مار يوليان يعقوب مراد رئيس أساقفة حمص وحماة والنبك وتوابعها للسريان الكاثوليك، ولفيف من الآباء الكهنة والراهبات وشخصيّات بارزة في مدينة حمص
اترك تعليقاً