ضمن “فعّاليّات الرّياضة الروحيّة “في زمن الصوم والقيامة” التي تُقام في الكنيسة الإنجيليّة المشيخيّة الوطنيّة في حمص – برعاية مكتبة روبرت سكاف. قدّم نيافة المطران مار يوليان يعقوب مراد رئيس أساقفة حمص وحماة والنبك وتوابعها للسريان الكاثوليك، إذ شاركَنا نيافتُه بقراءات من التراث الليتورجيّ السّريانيّ المُرتبِط بصلوات أسبوع الآلام. وذلك يوم السبت 13 نيسان 2024.
بدأ صاحب السيادة محاضرته بنص من رسالة إلى أهل أفسس “مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ احْمِلُوا سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تُقَاوِمُوا فِي الْيَوْمِ الشِّرِّيرِ، وَبَعْدَ أَنْ تُتَمِّمُوا كُلَّ شَيْءٍ أَنْ تَثْبُتُوا. فَاثْبُتُوا مُمَنْطِقِينَ أَحْقَاءَكُمْ بِالْحَقِّ، وَلاَبِسِينَ دِرْعَ الْبِرِّ، وَحَاذِينَ أَرْجُلَكُمْ بِاسْتِعْدَادِ إِنْجِيلِ السَّلاَمِ. حَامِلِينَ فَوْقَ الْكُلِّ تُرْسَ الإِيمَانِ، الَّذِي بِهِ تَقْدِرُونَ أَنْ تُطْفِئُوا جَمِيعَ سِهَامِ الشِّرِّيرِ الْمُلْتَهِبَةِ. وَخُذُوا خُوذَةَ الْخَلاَصِ، وَسَيْفَ الرُّوحِ الَّذِي هُوَ كَلِمَةُ اللهِ”.
وأشار إلى أن النص يساعدنا أن نتذكر دعوتنا ورسالتنا في الحياة والمجتمع والكنيسة، حين يتكلم عن الثبات في الحق، وهذا لا يمكن أن ينفصل عن موهبة ونعمة الإيمان التي نشهد بها لله.
نعاني اليوم أيها الأحباب من نقص العدالة، لذلك جهادنا اليوم مطلوب أكثر من أي وقت مضى، علماً أنه في كل وقت يوجد هذا الصراع وهذا واقع مرير نعيشه. وهذا الصراع يتطلب جنوداً أمينين للمسيح، يتطلب منا التزاماً وثباتاً. فكل آية من هذه الآيات تساعدنا على حمل السلاح ولبس هذا السلاح الكامل، والكنيسة اليوم هي رسالة شهادة للمسيح وليست لأي شي آخر.
لذلك حين نشهد ليسوعنا فنحن نشهد ليسوع المصلوب، وبقبولنا الصليب وعدم التذمر والهروب من حبل المسؤولية.
ثم انتقل بحديثه عن التراث الليتورجي المرتبط بصلوات أسبوع الآلام والذي به نتأمل سر المسيح المصلوب والقائم، خصوصاً أنه يساعدنا على معرفة المسيح. ففي أحد الأناشيد برتبة السجد التي نحتفل بها يقول: “سبحان من يدير العالم بإصبعه وعُلِّق على الصليب من أجلنا” حيث نتأمل عظمة المسيح الذي عُلِّق على الصليب كمجرم مهان، ربُّ الجلالة عريانٌ على الصليب بدل آدم، فانشق حجاب الهيكل ولفَّ الظلامُ الكونَ بأسره وهذا كله ليتمجد الله. فبهذا المقطع نرى مار أفرام يحاول أن يُظهر عظمة الله.
إنّ فهمنا الصليب كعلامة عار وتحملنا له في حياتنا اليومية، يعكس الصراعات والتحديات التي نواجهها في العالم الحديث. فكما تتمثل الصليب تحمل العار والألم، فإننا نجد أنفسنا في مواجهة صعوبات وتحديات في الحياة يجب أن نتغلب عليها ونتحملها بقوة وثبات. هذا يعكس واقعنا المعاصر والتحولات التي نمر بها كمجتمع، ولكن بالرغم من ذلك، نجد الأمل والقوة في الصليب، ونثبت قدرتنا على التحمل والصمود.
ثم ذكّر وشدّد على الصلاة المنزلية، حيث بيوتنا هي الكنيسة الأولى. العائلة هي الكنيسة الأولى. هي الجماعة المسيحية الأولى. والتي عليها تبنى كل قصة الإيمان. وعليها تبنى كل صرح الكنيسة العظيمة. لأنه بدون الانتماء المسيحي في البيت يدل على نقص في العائلة وعلى مستوى الحياة الروحية وأيضاً على مستوى العلاقات.
فالعلاقة العائلية تكون مبنية على حياة روحية واضحة.
فنحن بحاجة لهذه الحقيقة وهذا السر ليبقى محور الدعوة للكنيسة.
واختتم حديثه بنشيد آخر عن عصا موسى وعبور البحر الأحمر، حيث يسوع المسيح بموته على الصليب يمثّل هذا العبور من حالة الخطيئة إلى حالة الخلاص.
وأخيراً أكدا على أنّ السلام والمصالحة هما جوهر رسالة المسيح ورسالة الكنيسة، ولكن يجب علينا أيضًا أن نعلم أن التغيير الحقيقي يأتي من الله. إن صلاتنا هي التي تفتح الطريق لعمل المسيح في قلوبنا وفي العالم من حولنا، وتمكّننا من أن نكون شهوداً للسلام والمحبة في كل مكان. لذلك يجب أن نبقى ملتزمين بالصلاة، ونطلب من المسيح أن يقتحم قلوبنا ويحيينا من جديد، لنكون شهوداً لمحبته وسلامه في العالم.
وقد أكد القسيس أدون نعمان الرئيس الروحيّ للكنيسة الإنجيليّة في حمص، أنّ هذه الرّياضة الرّوحيّة أُقيمَت تحقيقاً للوحدة بين المسيحيّين من خلال فتح آفاق للحوار المُثمِر والفعّال.
وقد شارك بحضور هذه المُحاضرة كل من: القس الدكتور نديم نصّار المدير التنفيذي لمؤسسة وعي، قادما من بريطانيا والوفد المرافق، ولفيف من الآباء الكهنة والأخوات الراهبات، وممثّلو الفعاليات الاجتماعيّة في حمص
اترك تعليقاً