ثقافة

(المنشآت الهندسية بعد زلزال 6 شباط دروس وعبر) محاضرة توعوية في القاعة الرئيسية لإدارة المدارس الغسانية الأرثوذكسية

نظمت الجمعية العلمية التاريخية بالتعاون مع المدارس الغسانية مساء الإثنين 8 تموز 2024، محاضرة بعنوان (المنشآت الهندسية بعد زلزال 6 شباط دروس وعبر). ألقاها الأستاذ الدكتور عصام ملحم عضو لجنة الكود السوري، و أستاذ البيتون المسلح في جامعة البعث.

محاور المحاضرة بدايةً كانت التعريف بالزلازل وتواريخ حدوثها وأن المنطقة بحكم طبيعتها ووقوعها على منطقة فوالق وصفائح عدة جعلها من أكثر الأماكن عرضة لحدوث الزلازل. و آخر زلزال مدمر قبل زلزال 6 شباط2023، كان زلزال دمشق العظيم عام 1759. متحدثاً عن فروق الشدة والقوة واختلاف التأثير عن مركز الزلزال والأطر البعيدة، وأن ما حدث في السادس من شباط أدى إلى تحريك الصفيحة العربية نحو الشمال مما أدى لاصطدامها مع صفيحة الأناضول، الأمر الذي تسبب بتحريك قوة كامنة على شكل زلزال قوي ومدمر وبشدة 7.8 درجات على مقياس ريختر، وقد بلغت عدد الهزات المسجلة بمحطات الرصد الزلزالي الوطنية المنتشرة في مختلف المحافظات السورية 3867 هزة ارتداديه منذ بداية العاصفة الزلزالية في غازي عنتاب وحتى 3 آذار.

كما وأكد الدكتور عصام على ضروة زيادة الوعي لدى الناس وألا يغريهم منظر البناء الخارجي بل عليهم البحث عن تاريخ بناءه وجودة تصميمه. وتناولت المحاضرة الحوارية، أهم الإجراءات التي يتوجب اتخاذها لتلافي الأضرار الشديدة في الكوارث الطبيعية، فعدم ضبط الجودة وتنظيم المباني ينذر بالكوارث. ڤأغلب الأبنية التي تم تشييدها قبل عام 1995هي غير آمنة، ومن الأخطاء المرتكبة في التشييد عدم تناظر البناء وإكساؤه بالحجز الذي يشكل خطر جسيم في لحظة وقوع الزلزال وخصوصاً في المباني المرتفعة. حيث تقع المسؤولية على عاتق رئاسة مجلس الوزراء والنقابات الهندسية باتخاذ إجراءات واضحة ومقبولة للوصول إلى تشييد أبنية تشعر سكان البلاد بالآمان.

وصرّح الدكتور ملحم عضو لجنو الكود السوري “يوجد أكواد عالمية عدة ولجنة الكود السوري إحداها، تتألف من مجموعة أساتذة مهمتها وضع تصاميم المنشآت كما ألحقنا بها عدة بنود، وأحدثنا الكود رقم 4 لتأهيل المباني للزلازل وهذا موضوع مهم ونأمل ألا يتكرر ما مررنا به من مأساة في السادس من شباط للعام الفائت، لكن الأمنية وحدها لا تكفي لنكون بأمان فواجبنا العلمي يحتم علينا أن نزيد من وعي الناس ومهمتنا شرح كيف تكون المنشآة، وما هي متطلبات تنفيذها لتكون آمنه أثناء الزلزال، كي لا تعاد صورة المباني المخيفة التي شاهدناها بعد الزلزال نتيجة الخطأ في بناء المنشآت الهندسية وسوء المواصفات والتصميم والتنفيذ في آن معاً.

كما يتوجب علينا أن نكون متأهبين لمثل هذه الكوارث لتفادي الخسائر و إجراء كشوفات للأبنية وخصوصاً التي تتضمن تجمع سكاني كبير لتكون آمنة بعد المعالجة.”

كما عبرت الدكتورة فيروز يوسف رئيسة الجمعية العلمية التاريخية “أن هذه الظاهرة ظاهرة كونية فيزيائية بالغة التعقيد ولا يمكن التنبؤ بحدوثها، لها مخاطر كثيرة ولها فوائد أيضاً، وحدوث الزلزال ينفس هذا الضغط على الأرض ويعيد لها استقرارها.”

وبدوره تحدث الأستاذ مرهف شهله نائب صاحب المدارس الغسانية الأرثوذكسية “أن المدارس الغسانية الأرثوذكسية وبعد 6 شباط 2023 ساهمت بشكل كبير بنشر ثقافة الوعي من مخاطر الزلازل بين الطلاب في كافة المراحل الدراسية، وتنظيم الدورات والنشاطات التوعوية للكوادر الإدارية والتدريسية. وذلك من خلال التعاون مع العديد من الجهات والمنظمات المحلية والدولية، واليوم بالتعاون مع الجمعية العلمية التاريخية كانت هذه المحاضرة الهامة جداً لما تضمنته من رفع ثقافة الوعي بشكل علمي أكاديمي، و ضرورة الكشف على الأبنية وسلامتها الإنشائية تحسباً لتجربة مماثلة ل 6 شباط _ لا قدر الله_ كون سوريا تقع على خط الزلازل.

وفي الختام يجب أن تتضافر الجهود لنشر هذه الثقافة والوعي ضماناً لحياتنا وحياة أبناء هذا الوطن العزيز.

اترك تعليقاً