ثقافة

“نخيل تدمر لا ينحني”
الذكرى التاسعة لاستشهاد خالد الأسعد

ببركة صاحب السيادة عريغوريوس مطران حمص وتوابعها للروم الأرثوذكس، استضافت المدارس الغسانية الأرثوذكسية ندوةً أقامتها الجمعية العلمية التاريخية فرع حمص، يوم الأربعاء 21 آب 2024 في القاعة الرئيسة للمدارس الغسانية في حي بستان الديوان، وقد حملت الندوة العنوان “نخيل تدمر لا ينحني” بمناسبة الذكرى التاسعة لاستشهاد العلّامة الآثاري الكبير خالد الأسعد.

بدايةً وبعد الوقوف دقيقة صمت إجلالاً لارواح الشهداء، رحّب الأستاذ المحامي مرهف شهله بالحضور ونقل تحيات ومحبة راعي الأبرشية سيادة المطران غريغوريوس.

قالت الدكتورة فيروز رئيسة الجمعية عن الشهيد: “الشهيد ليس حكاية رجل يحمل على كتفيه الكفن، وليس قصة يحفظها التاريخ أو يرويها الزمن، إنما هو أسطورة رجل مات ليعيش الوطن… ينهض الوطن لينحني إجلالاً لأرواح شهدائه، وتغيب الشمس خجلاً من ذكرى الشهداء..
لم يكن غرض أعداء الوطن تدمير التاريخ بل تدمير من يحفظون ذلك التاريخ. فالأعداء يخافون من تضحية الشهداء، لكن لو قدم الشهيد روحه فإنه سينتصر على أعدائه لأن الأعداء يدركون أنّ هناك نفوساً آبيّة ترفض المهانة. وحتماً هنام أجيال ستنطلق من جديد، وكل شهيد يتلوه شهيد حتى يندحر الطواغيت عن أرض الوطن”.

أما حديث الأستاذ عيسى إسماعيل عن علّامة الآثار الشهيد خالد الأسعد فكان يستند فيه على ثلاثة لقاءات قابله فيها، وفي هذه المرات كان الشهيد خالد الأسعد وطنياً صادقاً بامتياز ومخلصاً بامتياز. الحديث الوحيد الذي كان يحكيه دائماً هو آثار تدمر والتنقيب عن كنوزها، فقد تم عن طريقه اكتشاف عشرات الرقم والقطع الأثرية في تدمر، إضافة إلى مساهمته في ترميم أربعمئة عمود من أعمدة تدمر.
كما روى الأستاذ عيسى ذكرياته مع الأستاذ خالد الأسعد والتي ترجع إلى زمنٍ بعيدٍ جداً.

كما ألقى سيادة العميد الشاعر حسن أحمد كتّوب قصيدة رثاء في الشهيد خالد الأسعد، وقدّم قصائد أخرى جميلة كالعادة، حيث أبدع في إلقاء قصائده المعبرة عن حبه لبلاده وفخره بها.

وكانت مداخلة المهندس نبيل موسى من تدمر، عن فكر وفلسفة خالد الأسعد في الحياة، فكان عند خالد الأسعد مشروع هو تطوير الموارد البشرية، وتطوير المؤسسة الأثرية في تدمر، والتنقيب عن الآثار غير المكتشفة، والمشاركة في الندوات والمعارض العالمية والمحلية، وترجمة الكتب عن اللغة الآرامية التدمرية. وقلائل هم الذين يعرفون هذه اللغة.
لذلك إن خالد الأسعد شخصية فذة، وقد دافع عن آثار تدمر حتى آخر يوم في حياته..

وكانت مداخلة نجل الشهيد محمد خالد الأسعد عن بعض أقوال الشهيد خالد الأسعد في سوريا وتدمر، فقد زار معظم مدن العالم ولم تعجبه سوى تدمر، لو خُيِّر أن يعيش في أي مكان لما اختار إلا تدمر، ففيها نشأ وترعرع، وعشقها عشقاً قلَّ نظيره… وقال: نطمح أن نجد مكانَ رفات والدي الشهيد خالد الأسعد وندفنه في المكان اللائق، وهناك مساعٍ حثيثة لهذا الأمر.

وفي الختام تم عرض فيلم عن الشهيد خالد الاسعد وفتح المجال لبعض المداخلات الهامة التي اغنت الندوة.
كانت محاضرة قيّمة، حضرها أقرباء الشهيد وأصدقاؤه ومعارفه، وجمهور كبير من المهتمين.

عن الكاتب

هنادي أبو هنود

-إجازة في اللغة العربية.
-دبلوم دراسات عليا/لغوي.
-سكرتيرة تحرير جريدة حمص سابقا.
-مدققة لغوية في جريدة حمص حاليا.
-معلمة لغة عربية في الثانوية الغسانية.
-هواياتي الكتابة في الصحف والدوريات، والاهتمام بالمحاضرات والندوات الثقافية.
-صدر لي كتابان في الخاطرة والمقالة:
الأول بعنوان ومرت الأيام 2008، والثاني بعنوان كلام... كلام عام 2010.

اترك تعليقاً