ثقافة

حفل تخرج “نادي حراس التراث للشباب”

برعاية محافظة حمص التي تمثلت بحضور السيد نادر الطالب عضو المكتب التنفيذي لقطاع الآثار والثقافة ممثلاً عن السيد المحافظ نمير مخلوف، وعلى المسرح الأرثوذكسي العريق الذي يعكس جمال وثقافة وعراقة حمص وأهلها، وقف شباب وشابات “نادي حراس التراث” من مؤسسة “تراثنا” يوم الخميس 26 أيلول 2024 على خشبة المسرح البديع، الذي كان شاهداً على عظمة الفن في عصر العمالقة، في حقبة زمنية غنية بالعلم والثقافة والنور، لتقديم مشروع التخرج الذي كان عن أبواب حمص السبعة.

بعد بركة وحضور صاحب السيادة راعي الأبرشية الميتروبوليت غريغوريوس، وحضور قدس الأرشمندريت الياس عبدوكا، وقدس الأب بطرس جمل، والشماس بورفيرويوس داوود.

قدمت د. لمى مسلّم عبود رئيس مجلس أمناء مؤسسة تراثنا، ونائب رئيس إيكوموس سوريا، لمحة موجزة عن بدايات مؤسسة “تراثنا” التي انطلقت من وجع وأنين حمص، وذكرت أنها عندما سافرت خارج سوريا وجدت كيف يتغنّى الغرب بعمارة عمرها أقل من عمارة بلادنا ويفخرون بها، وتاريخنا وتراثنا أقدم وأعرق، ومع ذلك لا يعطون الأهمية نفسها التي يعطيها الغرب لتاريخه.

وقالت: إن التراث الثقافي يحتاج إلى إسعاف في الأزمات والحروب والكوارث، وحمص كان لها أهمية كبيرة فقد خرج منها أباطرة وعظماء، وكانت مركزاً لعبادة الشمس، وفيها فسيفساء رائعة تتميز بوجود البُعد الثالث.

وقد تعرضت حمص للدمار بعد الخرب فهناك أماكن كثيرة في حمص لم تستطع الصمود في الحرب التي جارت عليها، مثل
قصر الحسيني، وكنيسة مار اليان، وكنيسة أم الزنار، وحمام السراج، وبيت الآغا الذي كان بيت آل فركوح، وكنيسة مار جرجس..
وبعد أن صمدنا في الحرب، كانت رسالتنا للعالم أننا نعيش وسط الدمار، وأنّ التراث أداة للصمود في أوقات النزاع.

لقد أرادت د.لمى أن تنقل إلى مدينتها حمص خبرتها في الدورات العديدة التي اتبعتها، فأنشأت مع مجموعة من الخبراء والمختصين مؤسسة “تراثنا” وأحد مشاريعها “نادي حراس التراث للشباب” الذين بدؤوا في 16 تموز، واتبعوا دورة تدريبية على مدى ستة أيام، وكانوا من الشباب الذين كبروا في زمن الحرب ومن جيل لا يعرف شيئاً عن تراثه، صاروا فخورين بمدينتهم حمص وتاريخها المُشرق، ويقدّرون تراثها الثقافي، ويعرفون قيمتها أكثر.

كان على كل فريق أن يحكي عن باب من أبواب حمص وهي:
باب التركمان، الباب المسدود، باب هود، باب السوق أو باب الرستن، باب تدمر، باب الدريب، باب السباع.
حيث شرح كل فريق عن بابه، وقدم الشباب قصصاً أخذوها من أجدادهم والأقرباء وكبار الحي، وهذه القصص إما غير معروفة عن حمص، أو قصص تثبت أهمية حمص، وأهمية التعايش بين أطياف المجتمع كلِّه، أو قصص فيها معلومات مغلوطة هي موروث شعبي، عرفوا من خلالها كم هو مهم أن نتأكد ونتحقق من المصادر لتكون علمية وموثَّقة.

وذكرت المجموعات خلال مشروع التخرج الخبرات التي استفادت فيها من دورة حراس التراث، حيث تعلموا بعض المهارات من: الزراعة، والدفاع المدني، والعمل الجماعي ومهارات قيادية وتفاوض… وكيف يؤثر تغير المناخ على التراث، وأهمية وشروط إدراج المواقع الأثرية على مواقع التراث العالمي، وشعارهم أن حماية التراث حق لكل إنسان، وأن حمص عظيمةٌ وعريقة أنجبت أباطرة وكانت تضاهي حضارات أخرى كبيرة كالحضارة الرومانية.

كما عرضوا خلال مشروع تخرجهم أول نوتة موسيقية في التاريخ، وشرحوا عن المشروع الذي سيقدمونه عبر تطبيق على الموبايل في حماية ومعرفة التراث.
وقد زار شباب وصبايا نادي حراس التراث خلال الدورة التدريبية العديد من الأماكن الأثرية والأسواق مثل: سوق المهن الحرفية كصناعة الفخار والقش والنول اليدوي.

وفي اليوم السادس من الدورة السبت 21 أيلول رافق الشباب والصبايا مسارات الشمس – سكة سلطانية في مسيره، للتعرف على الأماكن التراثية والأثرية.

وفي ختام الحفل تم التقاط صور تذكارية بعد توزيع شهادات التخرج لكل عضو وكل مجموعة في “نادي حراس التراث”، وقد حملت شهادةُ التخرج شعارَ محافظة حمص.

الحفل الرائع ازدان ببركة وحضور صاحب السيادة والآباء الأجلاء، ومندوبين من أوقاف حمص، وحضور أهالي حمص وجمعياتها، والعديد من أطياف المجتمع الحمصي المتآلف.

عن الكاتب

هنادي أبو هنود

-إجازة في اللغة العربية.
-دبلوم دراسات عليا/لغوي.
-سكرتيرة تحرير جريدة حمص سابقا.
-مدققة لغوية في جريدة حمص حاليا.
-معلمة لغة عربية في الثانوية الغسانية.
-هواياتي الكتابة في الصحف والدوريات، والاهتمام بالمحاضرات والندوات الثقافية.
-صدر لي كتابان في الخاطرة والمقالة:
الأول بعنوان ومرت الأيام 2008، والثاني بعنوان كلام... كلام عام 2010.

اترك تعليقاً