ببركة وحضور صاحب السيادة غريغوريوس ميتروبوليت حمص وتوابعها للروم الأرثوذكس، نظمت المدارس الغسانية اﻷرثوذكسية حفلاً مميزاً لتخريج دفعة جديدة من طلاب المرحلة الثانوية وسط أجواء من الفرح والفخر بإنجازات الطلبة وتفوقهم الدراسي، وذلك يوم الأحد 3 تشرين الثاني 2024. بحضور رؤساء الطوائف المسيحية والأستاذ فراس عياش مدير تربية حمص، والأستاذ مرهف شهله نائب صاحب المدارس، ورؤساء الجامعات الخاصة والمديرين في القطاعين العام والخاص، والجمعيات الأهلية، والآباء الآجلّاء، كما شهد الحفل حضوراً كبيراً من أولياء الأمور والكادر التدريسي والإداري للمدرسة.
بدأ الحفل بالنشيد العربي السوري على وقع عزف شباب كشاف كنيسة سيدة البشارة، الذين قدموا مجموعة من المعزوفات الموسيقية والفقرات الفنية المتنوعة. وكان هناك عرض فيديو صغير عن إنجازات المدارس الغسانية الأرثوذكسية خلال السنة الماضية 2023 – 2024، وما قدمته من جهود على جميع الأصعدة، كما تمّ عرض فيديو عن علاقة المغتربين من خريجي المدارس الغسانية ببلدهم الأم سوريا، فهم هاجروا لكن قلوبهم بقيت معلقة بتراب هذا الوطن، فقدموا له الدعم بجميع أنواعه.
وفقرة الطلاب الخريجيين الذين طالبوا العالم بوقف الحروب والنزاعات ونشر السلام باللغات العربية والإنكليزية والفرنسية .
كما قدمت فرقة مراسم كشاف سيدة البشارة فقرتين: اغنية وطنية، وأغنية هدية للطلاب الخريجين، مع فيلم قصير.
وكان للطلاب الخريجيين كلمة عبروا فيها عن شكرهم لصاحب السيادة ولمدرستهم وذويهم لكل ما قدموه ليتمنكوا من الوصول إلى هذا النجاح . وكان لأسرة المدارس الغسانية الارثوذكسية كلمة أكدوا فيها حبهم وفخرهم بانتمائهم لهذا الصرح التعليمي العظيم وفرحهم بتخريج هذه الدفعة، متمنين لهم النجاح في مستقبلهم .
ومن ثم كلمة نائب صاحب المدارس الأستاذ شهله الذي عبّر فيها عن “سعادته بهذا النشء من جيل الشباب الذين حصلوا على علامات عالية، فكان هذا الاحتفال السنوي الذي اعتادت مدارسنا على إقامته تكريماً للطلاب وحصاداً بعد تعبٍ استمرّ 15 عاماً، فأغلب الناجحين والمتفوقين هم طلابنا منذ المراحل الابتدائية، وهذا النجاح لا ينعكس فقط على المدارس الغسانية، وإنما على الوطن الذي سيبني مستقبله على هؤلاء الشباب الذين ينبغي أن يُحتضَنوا بالتعليم والتربية السليمة ليعِدوا بمستقبل بمستقبل مشرق، وهذا لم يكن ليتم لولا تضحيات الجيش العربي السوري”.
وفي الختام كانت كلمة راعي الحفل صاحب السيادة غريغوريوس، أشاد فيها بالجهود التي بذلها الطلاب خلال سنوات دراستهم، وهنأهم على تحقيقهم أهدافهم، وأكد على أهمية التعليم في بناء المستقبل، وحثَّ الخريجين على الاستمرار في السعي لتحقيق أحلامهم موجهاً لهم نصيحة “لاتصدقوا أن النجاح يأتي بسهولة فهذه كذبة كبيرة، فالنجاح يحتاج إلى تعب وأعتقد أنكم اختبرتم هذا التعب في السنوات الماضية للوصول إلى هذه اللحظة، النجاح ليس لقمة سائغة، فالمكان الذي تتوفر فيه الراحة مكان فشل، وطريق النجاح ليس سهلاً. أتمنى أن يبارك الرب خطاكم وأن تمشوا على خطا ثابتة في الحياة المستقبلية، مع كل التوفيق والنجاح، وأن يجعلكم فخراً لحمص ولسوريا ولجميع أهاليكم”.
واختتم الحفل بتقديم درع وشهادات التكريم و توزيع الشهادات للخريجين، على وقع الأغاني والأهازيج وصيحات الفرح.
وفي تصريح خاص لجريدة حمص أكد مدير التربية في محافظة حمص الأستاذ فراس عياش: “أنّ نجاح أي مدرسة من مدارس القطر هو نجاحٌ للشعب السوري الذي قدم تضحيات كثيرة، ودَعْمُنا اليوم هو لكل مدرسة من مدارس القطر من قطاع عام وخاص، فنجاحهم هو رديف لنا ولمسيرتنا ومسيرة الوطن”.
واختتم حديثه بتوجيه الشكر لكل من ساهم في إنجاح هذه المناسبة..
وصرّح بعض الخريجين لجريدة حمص عن سعادتهم بهذا الحفل، فالطالب الخريج رامي صيرفي عبّر عن مشاعره وتجربته خلال سنوات الدراسة، مؤكداً على الدور الكبير الذي لعبته المدرسة في تشكيل شخصيته وصقل مهاراته، شاكراً الكادر التدريسي، ومتمنياً النجاح لكل الطلاب في الدفعات اللاحقة.
والطالب الخريج لوقا أبو هنود عبّر عن فرحه بنجاحه قائلاً: الشكر لله دائماً وأبداً، وأحب أن أشكر عائلتي التي كانت الداعم الأول لي خلال العام الدراسي، كما أريد أن أشكر الكادر التدريسي والإداري للمدارس الغسانية الخاصة الذي قدم كل ما يستطيع لنصل إلى التفوق.
النجاح دائماً يحتاج إلى جهدٍ وتعب، ولا يمكن أن نصل إلى التفوق في أي مجال دون أن ندفع ثمنَ ذلك من عناء وعمل.
أتمنى التوفيق والنجاح الدائم في الحياة الجامعية لجميع زملائي الذي عشت معهم أجملَ اللحظات في أروقة المدرسة.
“الغسانية الارثوذكسية فكرةٌ وانتماء، فقد أعلتْ وشادتْ صروحَ الحضارة، على مدى مائة واربعون عاما واتخذت المعرفة وحب الوطن رايةً”.
فكلّ عام وشعلة العلم متقدة في مدارسنا.
تصوير: كابي ابراهيم
اترك تعليقاً