قل للشموخ إذا ما أُرهقَ الطود
إن البطولات تُحيي المجد والعهود
لا ترفعِ الصوت في وجه القمم عبثاً
فالريح تعوي، ويبقى الصخرُ والجود
ليست القامات العالية مكاناً لسهامكم المسمومة.
لا يُنال المجد بتشويه الرموز، ولا تسقط الشجرة المثمرة بزمجرة الرياح.
أنتم، يا من تقتاتون على الفتنة، لن تفهموا أن رجلاً بحجم البطريرك يوحنا هو امتداد لجذور الأرض، وحارس هوية لا يزول.
اختار يوحنا العاشر أن يقف في الصفوف الأمامية للدفاع عن هوية سوريا والمشرق. لم يكن يوماً رجلاً عادياً، بل قائداً روحياً يحمل إرثاً يمتد إلى أيام أنطاكية العظيمة، حين كانت المدينة منارة للمسيحية وللتعايش المشرقي.
لماذا يُهاجَم البطريرك؟
لأن مواقفه تزعج المتآمرين، ولأن كلماته كالسيف في وجه كل من يحاول تقويض الهوية المشرقية. البطريرك يوحنا العاشر قالها واضحة: سوريا ليست ساحة للتقسيم، والمسيحيون ليسوا أقلية مستضعفة بل شركاء في الأرض والتاريخ.
هذا الرجل لم يكتفِ بالدفاع عن الكنيسة، بل وقف ليعلن أن المشرق بكل أطيافه هو رسالة سماوية تعانقت فيها الأديان عبر التاريخ.
أنطاكية: المهد الأول
تاريخ أنطاكية يُلخِّص رؤية البطريرك يوحنا. من هنا انطلقت المسيحية كرسالة عالمية، وفي ظل الحضارة الإسلامية، كانت أنطاكية مثالاً للتعاون. العلماء المسيحيون شاركوا في النهضة الفكرية للدولة الإسلامية، وأسماء مثل حنين بن إسحق، وجبرائيل بن بختيشوع، كانت شاهدة على وحدة المصير.
البطريرك يوحنا هو الوريث لهذا الإرث، ويؤكد أن المشرق ليس مجموعة طوائف متناحرة، بل أمة واحدة.
المسيحية والإسلام: تلاحمٌ لا انفصال
في خطبه ولقاءاته، دائماً ما يستشهد البطريرك بمواقف الإسلام الكبرى التي حفظت حقوق المسيحيين. في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، حين دخل القدس، كتب العهدة العمرية، التي كانت وثيقة سلام وتعايش. واليوم، يدعو البطريرك يوحنا للروح ذاتها، مؤكداً أن التنوع الديني في سوريا هو كنز وليس عبئاً.
مواقف يوحنا: الحق الذي لا يهادن
1. رفض التهجير
حين حاول البعض تصوير الأزمة السورية كمبرر لتهجير المسيحيين، وقف البطريرك يوحنا وقال: “لن نترك أرضنا. نحن هنا منذ ألفي عام، وسنبقى.” هذه الكلمات ليست مجرد شعار، بل رسالة تحدٍ لكل من يخطط لإفراغ المشرق من مكوناته الأصيلة.
2. ترميم الهوية المشرقية
بعد تدمير الكنائس بسبب الحرب، قاد البطريرك حملات ترميم واسعة. لم يكن الأمر يتعلق بالمباني فقط، بل بإعادة الروح لتراث مشترك. هذه الكنائس هي رموز للوحدة، وقلاع للصمود، والبطريرك يوحنا يعرف ذلك تماماً.
حملة ممنهجة لتشويه الرموز
ما يحدث للبطريرك يوحنا ليس إلا جزءاً من حملة أوسع لتفريغ المشرق من رموزه. هناك من يخاف من صوته لأنه يذكّرهم أن المشاريع المشبوهة مصيرها الفشل أمام إرادة الشعوب.
أنتم يا من تعرفون أو لا تعرفون…. فالهامات العالية لا تهتز بزوبعاتهم، والتاريخ لن يذكر إلا من وقف مدافعاً عن الحق.
يوحنا هو نحن
البطريرك يوحنا العاشر صاحب الابتسامة الهادئة لا يمثل نفسه فقط، بل يمثل كل مشرقي مسلماً كان أم مسيحياً، يؤمن أن العيش المشترك هو قدرنا. هو صوت الحكمة في زمن الجنون، ورمز الوحدة في عصر التفرقة.
إلى كل من يهاجمونه: التاريخ لن يرحمكم. وإلى سيدنا يوحنا، نقول: “لست وحدك. نحن معك، مسلمين ومسيحيين، لأننا نحمل الحلم نفسه ونعيش الرسالة نفسها.”
ختاماً:
لكم أنتم نقول .. لكم كل الحرية التي في الدنيا لقول ما تريدون ، وتنسجون حكايات من ألف ليلة وليلة مما تبغون ..
ولنا كل الحق في الدفاع عن تاريخ أصيل .. فالصواعقُ لا تضرب سوى قممِ الجبال الشامخة.. وأما المنحدرات فلا تذهب إليها إلا المياه الراكدة والوحووولوووووو
ومن له أذنان للسمع فليسمع
اترك تعليقاً