أشرقَ الصبـحُ هللي يـا بشـائرْ
واسكبي الطيبَ دفقة ً في المشاعرْ
عانقي الشعـبَ فالبريَّـة نشـوى
وبريـق السمـاءِ عـاد مجامـر
وتهــادتْ جبــالنـا رافعـاتٍ
هامـة َ المجدِ فوق صرح المنائر
كلَّمـا هـزَّتِ المصـائبُ شعبـي
وتوالـتْ على البـلادِ الخســائر
هـبَّ للثـأر مــارد وتعــالتْ
صيحة ُ الحقِّ ملءَ كـلِّ الحنـاجر
لا نبـالي بمـا يقــول الأعـادي
زحْفـُنا اليـوم ثـورة ٌ لا مظـاهر
مــا سكتـْنا إلا لنغـرسَ يومـاً
حـربة َ الموتِ في قلوبِ الكواسر
هـذه الأرضُ مُلكُنــا وفـداهـا
كلُّ فــردٍ على المخـاطر قـادر
يدفـعُ الـذلَّ عـن رباها ويمشي
رافـعَ الرأس صـامداً لا يـداور
إنَّ فينـا دمــاءَ شعـبٍ أبــيٍّ
حـرَّر الأرضَ في العهودِ الغوابر
ومشى المجـدُ فـي ركابـهِ لمـا
كـان يحيـا مقـاتـلاً ومُنــاور
مهـدَ عيسى وفيـضَ أحمـدَ إنَّـا
سـوف نفـدي دماءَنــا والمحاجر
صوتنا اليومَ صرخة ٌ في الأعـالي
تسألُ الشمسَ: أيـنَ أيـنَ البـواتر؟
فـي بـلادي دمُ الشـهيدِ سيـذكي
نـارَ حـربٍ تدكُّ صرحَ المجـازر
نحـن شعـبٌ يـرى المذلَّة َ عاراً
ويرى العـزَّ في رؤى كـلِّ ثـائر
يـا بـلادي تيتـَّـمَ الظُّلـمُ لمـا
عــاد للسـاح من شبـابك غـائر
وانجـلى الليـلُ واستفـاقَ شبـالٌ
كـلُّ شبـلٍ على حـدودكِ ساهـر
يمسـحُ الحـزنَ عن وجوهِ الثكالى
ويُـري النـورَ للعيون ِ السـواحر
عـادت النَّضـرة ُ البهيَّـة ُ للـرو
ض وعادتْ إلى الحقـول ِ الأزاهر
وسقـى الحـبُّ أرضَنا فاستعـادتْ
نشـوة َ العـزِّ والمنى والمفـاخـر
كـلُّ شبـرٍ من التـرابِ سيبـقى
نغمـاً خـالداً على فـم ِ شاعـر
يعتـلي الحـقُّ إنْ سقــاه بنـوه
أخلـصَ الحـبِّ والدماء الهـوادر
مدير التحرير
اترك تعليقاً