تطل… تطل أيها العام الجديد … رائعاً كضوء القمر … وتجيء .. تجيء دافئاً كحضن أم هادئاً كصمت الحقول … زاهراً كربيع سباق.. وها نحن نتدثر بفيض دفئك وننعم بقدومك وندى أيامك، ونود أن نراك دائما مورقا أخضر جميلا لنعيشك فرحا متواصلا، وعمراً هانئاً ولحظات عامرة من الحب والسعادة.
إليك أيها العام أغني … في ليل قدومك نشعل شموع فرح لن تنطفئ …. تنير لنا دروب أيامنا … تفرشه بالحب … وترشه بالعمر وتزرعه بذوراً من آمال.
لنغن لك أيها العام … لنبتسم … ولاشيء أجمل وأثمن من الابتسامة التي هي حياة … وهناء لننطلق للقياك عصافير محبة مزقزقة … مالئة الكون بنشيد الحب … زارعة في الدفاتر القديمة حقلاً من قصائد حنين واشتياق وأمل.
أيها العام …
نود لو أن لنا أجنحة تقوى على الطيران لنطير بسرعة ونصل إليك … نحمل لك حباً ونشيداً مودعين انكسارات وأحزانا عشناها … وأحلاماً لم تتحقق رسمناها معلنين رحيلك بصمت موجع عانيناه …
سنحييك أيها العام وأنت القادم المشرق … ويبقى قدومك أملاً وردياً عذباً جميلاً ولانريدك أن تأتي كصحراء مقفرة غادرها المطر…
فهل تكون نشيدنا المنتظر …؟!
تعال … تعال … عانقنا … اغمرنا بدفء حنانك … مد لنا ذراعيك انتشلنا من مفازات الحزن … احملنا على أجنحة شفافة واركض بنا بعيداً… بعيداً حيث شواطئ السعادة والأمان … حيث نهاية الأحزان
تعال … أعد لنا همساتنا … وأيامنا المسروقة… أية فرحة أنت؟ … وأية لحظات جميلة؟… أي سر أنت؟ .. تعال رد لنا أيامنا جميلة .. وبعثر بعضاً من وريقاتنا الكسلى والمهترئة التي عبثت بها يد الزمن…
افرش ببياض ثلوجك دروبنا الغبارية النائية واصنع لنا شيئاً اسمه الفرح الذي طالما انتظرناه طويلاً …
عامنا الجديد … في محرابك، نقف نبتهل إليك، ونغني… عانقنا ومد لنا يدك من خلال موج عمرنا الغاضب لتنتشلتا من الحرمان حيث مازلنا نتأرجح بين عذاب الذكريات … ومرارة الواقع … ووجع الأعوام الماضية ولا نعرف إلى أين سنمضي؟
ويمر قطار العمر مسرعاً ونحاول اللحاق به لكن … دون جدوى .
نتوسل إليك أيها العام … وفي قدومك نعرف كيف يصير الحزن فرحاً … وبوحاً وتوقاً. سأظل أكتب وأغني إليك…
أهلاً أيها العام .. نحييك وأنت تقترب منا وقلوبنا ڨيثارة تعزف لحن الحب لك … وعيوننا تذرف دموع اللقاء. أهلاً بك وأنت قادم بثوبك القشيب وابتسامتك العذبة فهل يكون قدومك خيراً … وعطاءً… ومحبة …؟
إليك نعلن أيها العام حبنا … وسنسافر في بحر محبتك نفتح أشرعتنا … فهل من وصول إلى بر الأمان … وشواطئ الأحلام وهل نحقق الآمال… نتمنى ذلك.
برهان شليل
اترك تعليقاً