ترأس صاحب السيادة جاورجيوس أبو زخم ميتروبوليت حمص وتوابعها للروم الأرثوذكس،صلاة الغروب الاحتفالية وكسر الخبز يوم السبت 5شباط 2022 في دير مار إيليان الحمصي في حي الورشة، كما ترأس القداس الإلهي يوم الأحد 6 شباط 2022، بمناسبة عيد شفيع أبرشية حمص الأنطاكية الأرثوذكسية القديس الشهيد والطبيب الشافي إيليان الحمصي.
وقد شاركه في الخدمة صاحب السيادة (أفرام) معلولي ميتروبوليت حلب والإسكندرون وتوابعها، والسادة الأساقفة: (موسى) الخوري المعاون البطريركي في دمشق، (ديمتريوس) شربك أسقف صافيتا، (يوحنا) بطش المعاون البطريركي في دمشق، (أرسانيوس) دحدل رئيس دير القديس جاورجيوس الحميراء، (موسى) الخصي المعاون البطريركي في دمشق، قدس الأرشمندريت الياس عبدوكا رئيس الدير، ولفيف من كهنة الأبرشية.
وعبّر الميتروبوليت معلولي في بداية عظته عن فرحه بمشاركته هو والأساقفة في هذا القداس، ثم نوّه عن الفرق بين الإنسان الجيد والإنسان القديس “يقول القديس باسيليوس (نقتدي بهم)، فإكرام القديسين يا أحبة هو العيد بكل معانيه وهو أيضاً الاقتداء بحياتهم.
أحياناً يكون الإنسان لطيفاً لايؤذي أحداً، ويخدم الجميع، وفيه كثير من الصفات الإيجابية فنقول عنه مثل القديس ونسميه إنساناً جيداً.
فإذا اطلعنا على حياة القديسين نرى كثيراً من هذه الصفات الإيجابية التي ذكرناها ومع ذلك نقول عن هذا الشخص “قديس” وليس إنساناً جيداً فقط.
هنا نقف عند هذا الفرق فالإنسان الجيد هو غير القديس، الإنسان الجيد هو إنسان، والقديس هو إنسان! من هذه التسمية يظهر أننا اخترعنا تسمية لكلمتين تصفان الإنسان الجيد.
لكن ما الفرق؟ هناك صفة جميلة هي التواضع، فالقديس هو إنسان جيد ومتواضع ولكن جعل التواضع حياةً له، يعني أن التواضع ليس مجرد صفة خارجية إنما أصبحت حياةً. وعندما نقول هذا إنسان محب، فمن ضمن الصفات التي يتسم بها الإنسان الجيد أنه محب، أما القديس فعندما يعيش المحبة يعيشها كحياة، فما الفرق بين أن تكون مكتسباً صفة وأن تكون هذه الصفة حياتَك؟ الإنسان القديس يحاول في كل الظروف وكل الحالات أن يكون متواضعاً وإذا فقد التواضع كأنه فقد شيئاً من إنسانيته. كثيراً ما يخطر في بالنا مساعدة الآخرين والقيام بأعمال الرحمة، ولكن القديس حياته كلها أعمال رحمة. لذلك عندما وصف القديس يوحنا الله لم يقل الله فيه محبة وإنما قال (الله محبة). وسيدنا جورج خضر قال في إحدى المرات جملة مختصرة ومعبّرة (أنا مسيحي فأنا محب) هذه الجملة تعبّر أنه إن لم أكن محباً في لحظة من اللحظات فانا لست مسيحياً.
هذا هو الفرق البسيط بين الإنسان القديس والإنسان الجيد الذي يمتلك صفات جيدة ولكن متبدلة بحسب الظرف والزمان والمكان وحسب مزاجه، لكن عندما تجعل من كل هذه الفضائل حياةً لك ترتقي من منزلة الإنسان الجيد الفاضل إلى مرتبة القداسة .
لذلك فالقديس شخص مثلنا يعيش ظروفاً حياتية تشبه ظروف حياتنا التي نعيشها وأحياناً أقل، لكنه اتخذ قراراً أن يكون المسيح محور حياته دائماً، وأن تكون المحبة والتواضع والفضائل حياةً له مثل التنفس، فإذا قرر عدم التنفس فهذا يعني نهاية حياته. لذلك المسيحي مدعوٌ تحت هذا الاسم الذي أخذناه منذ معموديتنا أن يكون مسيحياً، وأن يكون يسوع المسيح معه في كل لحظة.
أرجو من الله أن يعطينا شفاعة القديس إيليان الحمصي، وأن نكون دائماً على قدر الاسم الذي حملناه منذ المعمودية، ونخطو لا في درب الكرامة الإنسانية فحسب، وإنما في درب القداسة.
كل عام وأنتم بخير.”
تصوير: كابي ابراهيم