نَمَت العراقة والأصالة والثقافة والفن في حمص، فإذا ألقينا نظرة على النشاطات الثقافية والفنية كانت حمص رائدة في هذا المجال. وكان للمدارس الغسانية دور ريادي في هذا المجال وخصوصاً في فترة ما بعد الحرب لإحياء الثقافة في الحي رغم الدمار.
وقد تألّقت فرقة “نادي دوحة الميماس” لإحياء التراث في نادي الرابطة الأخوية عندما قدمت أمسية تراثية بدعوة من المدارس الغسانية الأرثوذكسية، يوم الأربعاء 25 تشرين الأول 2023، حيث اجتمع التراث والعراقة والأصالة معاً، وحملت كل جمعية تاريخاً عريقاً يرجع إلى مئة عام وأكثر، فالمدارس الغسانية تأسست عام 1887، ونادي الرابطة الأخوية تأسس عام 1911، ونادي دوحة الميماس تأسس عام 1933.
أدّت الفرقة الفنية مجموعة من القدود الحمصية والتراث الجميل، والأغاني الرقيقة، وختمتها بموشح “اسقِ العطاش”.
تفاعل الجمهور كثيرا مع الفرقة ورقصَ بعضهم بين صفوف الجماهير، وكانت بعض الرقصات تراثية أيضاً.
كانت هذه الأمسية ببركة وحضور قدس الأرشمندريت الياس عبدوكا، وحضور الأستاذ مرهف شهله مدير المدارس الغسانية، والسيد زكي عبود مدير نادي الرابطة الأخوية، والفنان تمام العواني رئيس “نادي دوحة الميماس”، والفنان جهاد شرفلي قائد الفرقة، والفنان المسرحي أكرم شاهين، وحضور عدد من مديرات ومدرسات ومدرسي المدارس الغسانية، وعدد كبير من الضيوف ومن محبّي الفن والثقافة بحمص.
بعد الوقوف دقيقة صمت إكباراً وإجلالاً لأرواح شهداء سوريا وفلسطين الأبرار، وبعد أن عزفت الفرقة النشيد العربي السوري، قدم الأستاذ الفنان تمام العواني لمحة عن “نادي دوحة الميماس” والبرنامج الفني، ثم قدمت الآنسة هنادي أبو هنود باسم أسرة المدارس الغسانية لمحة عن تاريخ المدارس الغسانية وتاريخ نادي الرابطة الأخوية.
تخلل الحفل مداخلة تراثية قيّمة للأستاذ المهندس عبد الهادي النجار عن عادات أهل حمص في الأفراح في منتصف القرن السادس عشر، كما وردت في مخطوط الجغرافيا الكبير، وكان هذا نصاً توثيقياً أنجزه قسطنطين بن داوود الخوري عام 1862.
وخلال الحفل قدم قدس الأرشمندريت الياس عبدوكا كلمة بيّن فيها قداسة حمص التي تحتوي على رفات قديسين عظماء مثل مار اليان الحمصي، وأضاء على التلاحم الديني المسيحي الإسلامي في بلدنا الحبيب سوريا ومدينتنا حمص.
وبدوره رحّب الأستاذ مرهف شهله بالضيوف، وشكر جميع من ساهم في إنجاح هذه الأمسية ووسائل الإعلام والإخبارية السورية “عبد الرحمن الدباغ”. وبيّن الدور الثقافي القيّم الذي أدته المدارس الغسانية على مدى تاريخها الطويل، و نوّه إلى “المسرح” الذي تضمّه حمص ويقع في حمص القديمة، وأشار إلى الدور الحضاري العام لحمص مدينةً وشعباً.
وفي نهاية الأمسية علا التصفيق الحاد انسجاماً ومحبةً وتفاعلاً مع كل ما قُدِّم.
اترك تعليقاً