كوليت خوري أديبة وسفيرة لحرية المرأة العربية، كاتبة وشاعرة سورية تملك مسيرة زاخرة من الإنجازات الأدبية شغلت منصب مستشارة لرئيس الجمهورية، وكانت عضواً في مجلس الشعب، تنتمي إلى إحدى الأسر السورية التي عملت في السياسة.
لكنها اتجهت إلى الأدب وأطلقت من خلالها صراخها وفكرها وأدبها فأجابت أهدافها.
ومن منا لم يعشق كوليت خوري، أديبةً وشخصيةً سوريةً لها حضورها الأنثوي الجميل؟.
كانت على مدى طويل من بين الأدباء الذين كتبوا في جريدة حمص
نالت عدة جوائز، ومؤخراً منحتها وزارة الثقافة جائزة الدولة التقديرية لعام 2024 في مجال الآداب، مع الفنان أسعد فضة في مجال الفنون، والأستاذ عطية مسوّح في مجال الدراسات والنقد والترجمة .
الكاتبة كوليت الخوري عضو اتحاد الكتاب العرب وتكتب بالعربية والفرنسية والإنكليزية، ولها العديد من الكتب والروايات منها: “عشرون عاماً، شعر بالفرنسية، “أيام معه” رواية صدر منها سبع طبعات حتى عام 2001، “رعشة” (1960)، شعر بالفرنسية، و”ليلة واحدة” و”ومر صيف” و”أيام مع الأيام” ومجموعات قصصية منها “أنا والمدى” و”المرحلة المرة” و”قصتان” و”الكلمة أنثى”، و”أوراق فارس الخوري” إضافة إلى كثير من المقالات والدراسات التي نشرت في الصحف والدوريات السورية والعربية.
وتقديراً من جريدة حمص للأديبة كوليت خوري، نقدم لها وسامَ شكر وتهنئة، عربون وفاء ومحبة…
—————————————————————————-
وقد كتبت السيدة كوليت خوري (بطاقة يوبيل صغيرة) في جريدة حمص في عددها الماسي الذي صدر عام 1985:
“خمس وسبعون زهرة ياسمين صغيرة… سقيتها بمشاعري… أبعث بها من دمشق إلى جريدتكم في حمص… لتبعثروها بين السطور فيفوح من الصفحات العبيرُ والودّ…
خمس وسبعون زهرة ياسمين صغيرة تمنّيتها كلماتٍ شفافة كهذه الزهرة، عميقةً كشذاها، بيضاءَ كأمنياتي… كلماتٍ أكتبها اليوم نابضةً بالصداقة… لأقول لكم: كلَّ عامٍ وأنتم في خير.
*******
مثلكم نحن نحتفي بالمناسبة، فصاحب العيد كائنٌ قريبٌ لنا… مقيمٌ بيننا… عزيزٌ على قلوبنا… صاحب العيد اليوم جريدة “حمص”..
هذه التي عرفناها منذ فتحنا أعيننا النور… وصادقناها منذ وعينا… وصرنا نتردد عليها في الشباب لتسرد علينا القصص ولتنقل لنا الأخبار… ولتروي لنا القصائد…
ومن حينٍ لحين… لنهمس في أذنها حكايةً تؤرّقنا… أو لنترك لديها رأياً يتعبنا… أو لنبوح لها بسرٍّ نظمناه شعراً…
من قال إن الصحيفة، أية صحيفة، كلَّ صحيفة، هي مجموعة أوراقٍ ضمّتْ بين دفتيها كلماتٍ وحروفاً محبَّرة؟
الصحيفةُ كائنٌ حيٌّ نفحنا فيه، نحن القرّاء والكتّاب أنفاسَنا… وجعلناه يضجّ بالحياة، ليكون بيننا ناقلَ أخبار… ومنبعَ آراء… ورسولَ تواصل ومحبة..
وأقول نحن “القارئ والكاتب” لأن الصحيفة لا تعيش دون هذين الاثنين مجتمعين… متكافلين..
لكأنهما الدماغ والقلب في الجسد الواحد… بل لأنهما الشهيق والزفير في الرئة المفعمة بالحياة…
*******
والصحفية هي الرئة التي يتنفس بها المجتمع… والواحة التي يزرع فيها المرء ضحكه وآهاته… والمدى الذي تسرح فيه الآراء…
قالت لي الطالبة الصبية سهام: أنا لا أستطيع أن أعيش دون صحيفة… فالصحيفة هي الصديقة الدائمة التي لا استغني عنها.. “إنها عالمٌ أقلّ سماجةً من عالمنا..
عالم غني وارف… أسوح فيه كيفما أشاء… وأختار فيه ما أحبّ… وأرتاح إليه في وحدتي…
عالم واقعي… يحملني وأنا أحلم… إلى أرجاء عالمنا الكبير الواسع…
********
وجريدة حمص كانت دائما هذا العالم الصغير الذي استطاع طوال ثلاثة أرباع قرن أن يقف على قدميه رغم الصواعق والزلازل والانهيارات… وأنا يظل قانعاً هادئاً في خضمّ عالمنا الهائج المتهور.. وأن يتنفس محبةً وسط أجواء الحقد والنقمة والكراهية…
ثلاثة أرباع فرن وجريدة حمص تطلّ علينا بانتظام… رسولاً أليفاً يحمل على الدوام… سلاماً من أحبّاء بعيدين… أو من أقرباء عزيزين هاجروا… جاكلين في قلوبهم الوطن… والمدينة… والحي القديم…
*******
فإلى هذه الجريدة، جريدة حمص، التي ماتزال فتيّة رغم سنواتها الخمس والسبعين… والتي أتمنى لها أن تزداد صِباً وثراءً وعطاءً مع السنوات… أبعث اليوم بخمس وسبعين زهرةِ ياسمين ناعمةٍ كالحنين… طيبةٍ كأمنياتي ..
وكل عيد وأنتم في خير
كوليت الخوري *******
اترك تعليقاً