افتتحت أيام الدورة الخامسة والعشرين من “مهرجان حمص المسرحي” على خشبة مسرح “قصر الثقافة” مساء يوم الأحد 17 تشرين الثاني. عرض الافتتاح قدمته فرقة “فرع حمص لنقابة الفنانين” تحت عنوان “المحرقة”، والذي ألَّفه وأخرجه الفنان “زيناتي قدسية” وشارك فيه ممثلاً إلى جانب الممثل “حسين عرب”.
الفنان “أمين رومية” أشار في كلمته الافتتاحية إلى أنَّ «أولى دورات المهرجان قد انطلقت من على هذه الخشبة المنيرة وقد شكَّلت ضوءاً مشِّعاً، وحقيقة ساطعة، غيّرت الوجه الثقافي لمدينة “حمص”، وانعطافاً مهماً فيها للحركة المسرحية، ومساحةً حرة لطرح أفكار ثرية وخلاَّقة تنتصر للإنسان والحياة. وقد غدا المهرجان بدوراته المتعاقبة على مرِّ السنين الماضية مشروعاً ثقافياً سورياً بامتياز ينتظره المسرحيون بشغفٍ وشوقٍ، كي يلتقوا من خلاله مع عشَّاق المسرح».
بعد كلمات الافتتاح تمَّ تكريم المخرج المسرحي “حسين ناصر” تقديراً لمسيرته الفنِّية التي ما زالت مستمرة منذ أكثر من 30 عاماً، سبقه عرض فيلم قصير تناول أهمَّ المحطات التي شهدتها تلك المسيرة الطويلة.
وإلى جانب الرفيق “عمر حورية” أمين فرع الحزب والمهندس “نمير مخلوف” محافظ “حمص” شارك في تقديم الدرع التكريمي الفنان “أمين رومية” رئيس فرع “نقابة الفنانين” و”عماد جلول” مدير “مديرية المسارح والموسيقا” في “وزارة الثقافة” إلى جانب المايسترو “حسان لباد” مدير “ثقافة حمص”.
المخرج “حسين ناصر” تحدَّث إلى “جريدة حمص” عن دلالة تكريمه فقال: «التكريم لكل فنانٍ هو إشارة له بأنَّه قد كان يسير في الاتجاه الصحيح وبأنَّ بوصلته لم تضلَّ طريقها، وعدا عن كونه يمنح طاقةً إضافية من الحب تجعلنا نقدِّم المزيد في أعمالنا المستقبلية، هو اعترافٌ بتجربة الفنان المكرَّم وإنصاف لعمله أيضاً.
ولدى سؤاله عن سبب عدم المشاركة أضاف قائلاً: «كان غير طوعي نتيجة التزام مشاركتنا في مهرجان “إبداع الشباب” الذي كان مقرراً إقامته في “مصر” في التوقيت نفسه والذي تمَّ إرجاء إقامته، لذا اعتذرنا عن المشاركة في دورة “مهرجان حمص المسرحي” الحالية».
بعد ذلك، افتتحت فرقة “فرع نقابة الفنانين” عروض المهرجان من خلال عرض “المحرقة” الذي ألّفه وأخرجه الفنان “زيناتي قدسية” وقد لعب فيه دور البطولة أيضاً إلى جانب الممثل “حسين عرب”. العرض كما ذكر الفنان “قدسية” «يعكس السياق التاريخي الذي مرَّ فيه المواطن العربي والاختلاطات التي شهدتها المنطقة العربية على وجه العموم، وبأنَّ بحثه عن العدالة والمساواة لم يكن مجدياً طوال 1200 عام مضت، وهدفنا من العرض هو إدخال المتعة والسرور لدى المتفرِّج دون أن يكون حاملاً في طيَّاته أيَّة رسائل معينة».
الفنان المسرحي “أفرام دافيد” بصفته مُعدَّاً لموسيقى العمل ومصمِّماً للإضاءة ذكر أثناء لقاء “جريدة حمص” معه «إنّ العمل يعكس واقع الانتكاسات التي شهدها العرب خلال مراحل تاريخهم الطويل، والحال الذي وصل إليه المواطن العربي، من جراء الشعارات التي كانت وما زالت عنواناً لمسيرة حياته، والتي ثبت بأنها مجرد أوهام لا أكثر، وما رأيناه في مشهد السيف الخشبي والخنجر أيضاً في مواجهة الأسلحة المتطورة هو دلالة رمزية عن تلك الشعارات. أمَّا بالنسبة لمساهمتي كمصمم إضاءة وموسيقا، فقد عملت على استخدام البقع الضوئية في أكثر من مكان على الخشبة بشكلٍ متناسق ومترابط مع أحداث العمل، لأنَّ لكل لون دلالته الرمزية، فاللون الأحمر في الخلفية مثلاً، يرمز إلى الدم الذي يسيل في أكثر من بلد عربي».
نشير إلى أنَّ “مهرجان حمص المسرحي” قد انطلق في دورته الأولى عام 1987، ويقام بالتعاون بين فرع “نقابة الفنانين” في حمص “مديرية الثقافة” إلى جانب “دائرة المسرح القومي” فيها، وتنتهي عروضه بتاريخ 20 تشرين الأول.
اترك تعليقاً