حين كانوا صغارا كانوا يصنعون الفرح، وينسجون الحكايات الجميلة، يبنون المستقبل على شراع الأمل، ثم يصلون جدائل القمر مع نجمات الفرح ليمهدوا طريق النجاح معقودا على وعود الحقيقة…
يلعبون مع السنابل ويكتبون القصائد، يصطادون الفراشات الملونة ويسمعون تغريد قبرات السماء الجميلة…
كانوا يحيكون وشاح اللقاء بخيوط المحبة والفرح، ويتطلعون إلى بناء حياة جديدة يسكنها الهدوء والنجاح والسلام، ويبني جدرانها الإيمان والأمل…
كانوا ممتلئين لهفة ومحبة وعطرا ينتثر بين وردات الحقول الجميلة ونجمات السماء المضيئة، يتلهفون لمرور الأيام سريعا عسى أن يصلوا إلى رؤية الأحلام…
وتمر الأيام بلمح البصر وتعبر جدران السنين الطويلة… ثم يلتقون دون علم أو سبب، فتقفز الأيام الماضية كشريط ذكريات جميل يحكي تاريخ الأيام الماضية، ويروي للناظرين كيف رفعوا في فضاءات الحياة مداميك النجاح الحصينة…
لكنهم تغيروا الآن في كتاب الزمان، وغدوا أناسا مختلفين…
لقد حكوا لبعضهم تفاصيل الأيام والآمال، وكيف كان لكل واحد طريق مختلف وكيف كتبوا قصيدة النجاح الطويلة…
لقد روى كل واحد منهم لرفيقه قصة جميلة… لكنها الآن غريبة مختلفة عن عالم الأحلام الماضية…
شاهدوا الآن بجلاء وجوههم بعد مرور السنين الطويلة، فأدركوا أنهم مختلفون، وأن الذكريات الجميلة مضت وغدت أحلاما في البال…
ثم مضى كل واحد في طريقه بعد أن التقوا في عالم الزمن، وقلوبهم تقول: ليتنا لم نكبر بعد أن زرعنا الذكريات… وليت الذكريات لا تمضي بل تغدو أياما في عالم الحقيقة….!!!!!
اترك تعليقاً