الاستعداد لافتتاح المدارس
في الوقت الذي لم تتوفر فيه حتى الآن الأدلة والحقائق الكافية حول تأثير إغلاق المدارس على تقليل خطر انتشار مرض covid-19، فإن التأثيرات السلبية لإغلاق المدارس على صحة الأطفال النفسية، قدرتهم على التعلم، ورغبتهم بالعودة إلى المدرسة (التي تتناسب عكساً مع طول فترة الانقطاع عن المدرسة) قد أصبحت واضحة.
كما أن انقطاع الخدمات التعليمية له عواقب خطيرة على المدى البعيد على الحياة الاقتصادية والاجتماعية، كزيادة عدم المساواة، تناقص التماسك الاجتماعي، زيادة حالات الاستغلال الجنسي، حمل المراهقات، الزواج المبكر، وزيادة العنف، بالإضافة لانقطاع الدعم النفسي والاجتماعي الذي تقدمه المدرسة للطفل، وفقدانه القدرة على التفاعل مع أقرانه.
كل ذلك يجعل من الضروري أن تتكافل جهود الحكومات مع الجهات الأُخرى المعنية وأن يعملوا معاً لحفظ حقوق الطفل بالتعلُّم، وحقه بالصحّة والأمان على حدٍّ سواء، وهذا يعني وجوب افتتاح المدارس وفق شروط الأمان التي يصوغها فريق التصدي لل covid-19 بكل بلد على حدى، (1) مع اتّخاذ التدابير اللازمة لحماية الطلاب والمعلمين والعاملين كافّة مع عائلاتهم، فهل من سبيل إلى مدارس خالية من الكورونا قدر المستطاع؟
يتم بداية التخطيط لافتتاح المدارس وفق أنظمة دوام تتناسب مع الوضع الصحّي والوبائي للمنطقة. وفي هذا السياق هناك العديد من الاستراتيجيات التي تمّت الموافقة عليها من قبل اليونيسيف ومنظمّة الصحّة العالمية، وهي لا تعتبر قرارات حكومية، بل يمكن اعتبارها مقترحات بحاجة للدارسة من قبل الحكومة والجهات الصحّيّة المعنية في كل بلد على حدى. مع أخذ ظروف البلد والإمكانيات الصحّية والاقتصادية له بعين الاعتبار، ونذكر من هذه المقترحات ما يلي:
-يمكن افتتاح المدارس بدوام كامل في المناطق الآمنة ومنخفضة الخطورة من حيث انتشار المرض فيها، بينما يتم افتتاحها على مراحل في المناطق الموبوءة ومرتفعة الخطورة، وتحديد أيام معيّنة من الأسبوع للدوام، أو البدء بالدوام لصفوف ومستويات معينة فقط.
-الحفاظ على التباعد الاجتماعي عن طريق التدرّج في أوقات بداية ونهاية الدوام، التدرّج بفترات الطعام والخروج للباحة (بحيث تتواجد نفس المجموعة أو الصفّ معاً لوحدهم في كلّ مكان)
-كذلك يُنصح بجعل الدوام المدرسيّ على شكل ورديات (دوام صباحي ودوام مسائي)، وهذا يُقلِّل عدد الطلّاب في الصف(1)، لكن قد يتطلّب زيادة الكوادر التدريسية والإداريين والعاملين مع التعقيم والتنظيف قبل كلّ وردية.
-لا بدَّ قبل بدء الدوام من تزويد المدارس بكافّة مستلزمات الوقاية والتعقيم مثل: الماء والصابون، المغاسل المناسبة لكلّ الأعمار، بخّاخات الكحول الموزّعة على باب كلّ صفّ وعلى مداخل ومخارج المدارس وأبواب الحمّامات وغرف الطعام وغرف الإدارة والمدرسين، وأيضاً توفير المعقّمات المطلوبة (كحول بتركيز 70%-هيبوكلوريت الصوديوم 0.5%.) (2) كما يجب توفير حاويات مناسبة للقمامة ومعدّات كافية لجمع القمامة والتخلّص منها بشكل صحّيّ.
-يفضّل تخصيص غرف عزل في كلّ مدرسة، لعزل المشتبه بإصابتهم ريثما يصل الأهل أو مقدّمو الرعاية الصحية.
-كذلك يجب تجهيز حمّامات ومراحيض خاصّة ونظيفة ومنفصلة للإناث والذكور. (2)
-ومن المفضّل توفير جهاز لقياس الحرارة عن بُعد في كلّ مدرسة، لاستخدامه يومياً لفحص الطلاب والعاملين والمعلمين قبل دخولهم إلى المدرسة. (3)
-يجب تزويد العاملين في غرف العزل – مستخدمي مقياس الحرارة-عاملي التنظيفات-بمعدّات الوقاية الشخصية كاملة (كمامات جراحية-قفازات-معاطف كاملة-أقنعة لكامل الوجه). (3)
أخيراً وليس آخراً، لا بُدَّ من التخطيط لإكمال العملية التعليمية في حال غياب الطلّاب المصابين بالمرض أو في حال الاضطرار لإغلاق المدارس مؤقّتاً وذلك عن طريق استخدام استراتيجيّات التعلُّم عن بُعد عن طريق الانترنيت أو استخدام قنوات التلفاز والراديو للتعليم الأكاديمي، وتخصيص معلّمين للتواصل مع الطلّاب عن بُعد أسبوعياً أو يومياً، وتطوير استراتيجيّات التعليم المتسارع. (2)
المراجع:
1.https://www.unicef.org/sites/default/files/2020-06/Framework-for-reopening-schools-2020.pdf
2.https://www.who.int/docs/default-source/coronaviruse/key-messages-and-actions-for-covid-19-prevention-and-control-in-schools-march-2020.pdf?sfvrsn=baf81d52_4
3.Post Millennial Academy
COVID-19 Policy
اترك تعليقاً