يحتاج كل شاب (شابة) مقبل على الزواج أن يراجع منهج تفكيره, ويرتب أولوياته, ومستوى علاقته بالله, والتزاماته, ويحتاج أيضاً أن يعي مسؤولياته في الزواج, وحجم التنازلات القادر أن يقدمها, حتى يكون قادراً على اختيار شريك الحياة المناسب الذي يضمن بناء بيت مبني على الصخر, أي بناء كنيسة جديدة صغيرة.
أهم مرحلة في الزواج هي مرحلة الاختيار, ويجب أن لا يعمينا التجاذب الطبيعي عن رؤية عيوب ونقائص الطرف الآخر.
عند شراء جهاز جديد نحتاج لقراءة (الكتالوج) الخاص به, وهكذا قبل اختيار الشريك يجب مراجعة (الكتالوج) الخاص بالاختيار والزواج, وهذا الكتالوج هو الكتاب المقدس….
اختيار الشريك لا يخضع للمصادفة وليس قدرًا مكتوبًا من الله, ولا يبنى على روح المغامرة, بل هو من أهم قرارات الإنسان في حياته.
لا بد من أن نتدرب على عملية اتخاذ القرار السليم لأن قرار الزواج هو أهم وأخطر قرار يتخذه الإنسان في حياته, وأي قرار يمكن التراجع عنه إلا قرار الزواج…
أسباب خاطئة لقرار الارتباط
1- الهروب من سلطة الأهل وصعوبة طباعهم:
لكن ما لا يدركه الشخص الذي يسعى للهروب من المنزل التعيس أن معاناة زواج فاشل أشد ألماً وأكثر ضرراً وأذى من معاناة جحيم منزل الأسرة.
2- الهروب من حياة الوحدة:
سبب خطير من أسباب الزواج الخاطئة, عندما يشعر الإنسان بالوحدة بمعنى أنه يكون غير متصالح مع نفسه, ومن ثم يريد أن يتزوج حتى يكون لديه شريك يشاركه وحدته, لكن هذا الإنسان الذي لم يستطيع أن يخرج من وحدته قبل الزواج لن يكون قادرا على الخروج منها بعد الزواج ولن يكون سعيدا في حياته, لذلك ننصح هؤلاء الأشخاص أن يتعاملوا مع هذا الشعور قبل الزواج ويجاهدوا لكي يحطموا هذا الجدار المحيط بهم.
3- الإعجاب بالجمال:
الجمال يثير الإعجاب فقط ولكنه لا يشبع بالضرورة الاحتياجات الأساسية, وهذا ما يؤكده الكتاب المقدس:” الحسن غش والجمال باطل” (أمثال 31 : 30).
4- رد فعل لعلاقة سابقة:
أحيانا يتم اتخاذ قرار الزواج بسرعة ورد فعل لعلاقة سابقة فاشلة, ويكون قرار الارتباط مرة ثانية كرد فعل, معتقدًا أنه سيساعده لينسى العلاقة الأولى, وأنه سيرسل رسالة لشريكه السابق أنه وجد أفضل منه. وهذه طريقة خاطئة لأن قرار الارتباط الجديد مبني على أساس العلاقة الفاشلة وليس على الشخص الذي سيرتبط به من جديد.
5- الضغوط الخارجية:
مثلا تقول أم لابنتها: “لقد كبرت بالسن ويجب أن ترتبطي وتتزوجي” ويقول أحد الأمثال: “رجال، لو فحمة رحمة”, وفي هذه الحالة نجد تنازلات وتضحيات كبيرة تؤدي بالنتيجة لزواج فاشل, فيصبح الزواج هدفًا بحد ذاته ” لا بد أن أتزوج”.
6- التحرق:
إذا كان الإنسان لا يستطيع أن يضبط جسده, ويتحكم في غريزته الجنسية, فهل هذا يعني أن يقدم على أي زواج؟ كلا بالطبع. يقول بولس الرسول “التزوج أصلح من التحرق” كورنثوس الأولى (7 : 9) فهو لا يقصد أن يتزوج الإنسان بغاية إشباع الشهوات، فالزواج أكبر بكثير من مجرد إشباع رغبات الجسد.
7- التعلق العاطفي والرومنسية:
الرومانسية تجعل من الزواج وضعا خياليا وليس واقعيا, فهي تغطي على العيوب الحقيقية في الشخصية, وتسلب الحكمة من الإنسان, فلا يدرك أساسيات الزواج. كما أنها لا تأخذ بعين الاعتبار الماضي أو المستقبل لتقييم الآخر. وهذه الفكرة تكرسها الأفلام والسينما.
8- الرغبة في الحصول على أطفال.
9- الحلم بحفلة الزفاف (خاصة للبنات).
10- الخوف من عدم إيجاد شخص آخر بعده.
قرار الارتباط والزواج هو أهم قرار في الحياة بأسرها, فهو للعمر كله وهو صناعة المستقبل للأبناء القادمين, ومن الغريب رؤية المقبلين على الزواج لا يدركون صعوبة هذا القرار، فنجدهم يدخلون الزواج بدون وعي وإدراك.
اترك تعليقاً