يواجه منتخب ألمانيا انتقادات كبيرة بسبب الأداء السلبي للفريق خلال العامين الأخيرين، حيث يبدو أن الفريق لم يتعاف حتى الآن من صدمة الخروج من الدور الأول بمونديال روسيا، ورغم امتلاك نجوم كثيرين مازال مستوى الأداء والنتائج بعيدا عن المأمول.
مؤخراً بدأت الصحف الألمانية تعزز هجومها على المدرب يواكيم لوف لتنشر انتقادات لاذعة للمدرب، عدا عن تركيزها على الانخفاض المستمر لعدد متابعي المانشافت، حيث سجلت الإحصائيات أسوأ حصيلة حضور للفريق في الألفية الثالثة خلال لقاء ألمانيا وتركيا الأسبوع الماضي. فما الأسباب التي دفعت لتراجع الأرقام إلى هذا الحد؟
خطة غير واضحة
اعتمد لوف كثيراً في الفترة الماضية على طريقة ٣-٤-٢-١ مبرراً ذلك بسعيه لتأمين المناطق الخلفية، والمشكلة أنه لم يمنح براندت وهافيرتز الفرصة للعب سوياً رغم أدائهما الرائع حيث مازال يميل للاعب مثل دراكسلر، وبالتالي تبدو الحلول قليلة في الهجوم، وإيقاع الفريق يصبح بطيئاً للغاية في أوقات كثيرة في ظل عدم وجود أجنحة قادرة على إزعاج الخصم، إضافة لاستبعاد مولر الذي يقدم مستوى رهيبا ببايرن.
تجريب مستمر
لم يعتمد لوف حتى الآن على خيارات واضحة بتشكيلته، فيمكننا مثلاً استخدام مركز قلب الدفاع لنرى مدى التخبط بعد استبعاد هوميلس وبواتينغ حيث جرب المدرب عددا كبيرا من اللاعبين، والأمر ذاته ينطبق على الأظهرة، حيث طالت المدرب انتقادات كثيرة بسبب استقطاب لاعبين بدلاء بأنديتهم مثل شولز وتاه.
مدرب خائف
بعد أن كان لوف واحداً من أشهر المدربين الذين يتحدثون عن أهمية العامل النفسي، بات من السهل أن نرى أنه أكثر الخائفين والمتوترين في الفريق الحالي، ويمكننا ببساطة أن نرى تكرار تغييره لمهاجم أو (لاعب وسط) بمدافع، حين يتقدم بالنتيجة لنفهم مدى إحساسه بالضغط وسعيه لتحقيق أي فوز، واللافت أنه كرر هذا حتى بودية تركيا حين أشرك (تاه) بدلاً من (براندت)، ليؤكد مرة أخرى خوفه الشديد من فقدان الفوز ولو أن تكرار تصرفاته بهذا الشكل كانت السبب في إضاعة التقدم ضد إسبانيا وتركيا، حيث عاد الفريق بالكامل للخلف وفقد أية قدرة على الاحتفاظ بالكرة أو الهجوم.
فترة حرجة للاتحاد الألماني
يواجه الاتحاد الألماني صعوبات كبيرة تجاه موضوع حسم مستقبل لوف، فتأخير بطولة أمم أوروبا حتى العام المقبل وضع الاتحاد في موقف صعب، حيث يبدو التخلي عن المدرب قبل البطولة بعدة أشهر أمراً صعباً، في الوقت الذي كان من الممكن فيه التخلي عنه في حال لم يحقق المنتخب النتيجة المطلوبة في يورو ٢٠٢٠ لو لُعبت بموعدها.
مازال بإمكان لوف تحسين بعض الأمور خاصة مع العودة المرتقبة لليروي ساني، شرط إعطاء الفرصة لبراندت وهافيرتز لزيادة فعالية هجوم المانشافت، لكن قبل كل شيء يحتاج لوف للتخلص من خوفه الداخلي كي ينطلق للأمام.
اترك تعليقاً