(هذا الجيل ضعيف خائر القوى.. وصحة أهل زمان أفضل).
كلمات تتردد على مسامعنا، ويتناقلها الآباء جيلاً بعد جيل…
هل هذا الكلام حقيقيّ؟
نعم… للأسف هذا الكلام صحيح، ومعظم الشباب يعانون اليوم من أعراض الشيخوخة المبكِّرة.
إن الشيخوخة لا تعتبر مرضاً، إنّما هي مجموعة من الأعراض تظهر بعد العقد الخامس أو السادس من العمر ولا تزول بل تتفاقم مع مرور الزمن.
ولكن الأبحاث والدراسات الحديثة أكّدت أن هذه الأعراض بدأت بالظهور بعد العقد الثالث أو الرابع من العمر.
فالعديد من الشباب اليوم يشكون من آلام في الظهر والمفاصل وهشاشة في العظام، والمحزن فعلاً أن عدداً كبيراً منهم يعانون من أمراض القلب والسكري وارتفاع في ضغط الدم، كما يلاحظ زيادة في نسبة الإصابة بالسكتات وزيادة حالات الموت المفاجئ بين الشباب أيضاً.
وما يفطر القلوب حقاً أن أغلب مراجعي العيادات النفسية هم بعمر الشباب -ذلك العمر الذي من المفترض أن يكون من أسعد مراحل حياة الإنسان- إلا أننا نجدهم مصابين بالاكتئاب، يشكون من القلق والتوتر، ومعظمهم يعاني من النسيان وضعف الذاكرة.
فما هي الأسباب الكامنة وراء ذلك؟
هناك العديد من الأسباب التي أضعفت جهاز المناعة وأثرت سلباً على الصحة، نذكر منها:
1- التلوث البيئي:
من أهم الأسباب التي أدت إلى تدهور صحة الشباب هي الثورة الصناعية التي يشهدها العالم والتي أدت إلى تلوث الهواء والماء والتربة.
كما طال التلوث القطاع الزراعي أيضاً، فاستخدام المبيدات الحشرية والهرمونات بشكل عشوائي أدى إلى تلوث الغذاء.
2- الضغوطات النفسية والتوتر العصبي:
إن انهيار المبادئ والقيم الأخلاقية بشكل عام في المجتمعات الحديثة والأزمات المادية وعدم توفر فرص العمل وعدم قدرة الشباب على تأمين لقمة العيش لأسرهم، وانعدام الأمل لديهم والخوف من المستقبل في ظل توسع رقعة الحروب والنزاعات في أجزاء مختلفة من العالم كان من الأسباب الرئيسية لإصابة الشباب بالأمراض النفسية.
3- ثورة المعلومات والتكنولوجيا الحديثة:
إن الاعتماد على المواصلات في التنقل وقلة الحركة وطبيعة عمل الشباب في مكاتب مغلقة والجلوس لساعات طويلة بأوضاع غير سليمة خلف شاشات الكمبيوتر من العوامل التي أضعفت النشاط لدى الكثيرين وأدت إلى ظهور أمراض لم تكن معروفة أو منتشرة فيما مضى.
4- نوعية الطعام والعادات الصحية السيئة:
إن الاعتماد على الوجبات السريعة التي تفتقد إلى العناصر الغذائية الرئيسية، وتناول الأطعمة الغنية بالسكريات واللحوم المصنعة والمعلبات، والإفراط في استهلاك مشروبات الطاقة وتعاطي الكحول والتدخين بكل أنواعه أدى إلى تفاقم المشاكل الصحية لدى الشباب.
يجب ألا تدفعنا كل الأسباب السابقة إلى اليأس والاستسلام، بل علينا أن نقاوم الانجراف مع تيار الحداثة ونحاول جاهدين تجنب الانغماس في دوامة الحياة السريعة وهمومها.
علينا الاعتناء بصحة أجسادنا والاهتمام بغذائنا السليم والتخلي عن العادات السيئة بالإقلال من الاعتماد على رفاهية الحياة الحديثة، والمواظبة على ممارسة رياضة المشي، والنوم لساعات كافية، والعودة إلى الطبيعة بين الحين والآخر لكي نشحن طاقاتنا من جديد.
ويبقى إيمان الشباب بقدراتهم، وثقتهم بأنفسهم هو ما يمدهم بالأمان والأمل ويساعدهم على تحقيق غاياتهم وأحلامهم الكبرى في هذه الحياة.
المصدر:
عدّة مواقع الكترونية.
د. رولا عطية
اترك تعليقاً