شهد مسرح دار الثقافة في حمص حفل تأبين المطران سلوانس بطرس النعمة، برعاية قداسة الحبر الأعظم مار إغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكية وسائر المشرق الرئيس الأعلى للكنيسة السيريانية الأرثوذكسية في العالم الكلي الطوبى، مُمَثَّلاً بنيافة الحبر الجليل مار بطرس قسيس المعاون البطريركي والمعتمد البطريركي لأبرشية حلب، ومدير هيئة مار أفرام السرياني البطريركية للتنمية وحضور صاحب السيادة جاورجيوس (أبو زخم) ميتروبوليت حمص وتوابعها للروم الأرثوذكس، وكل من أصحاب النيافة الحبار الأجلاء:
مار تيموثاوس متى الخوري النائب البطريركي في دمشق، ومار موريس عمسيح مطران أبرشية الجزيرة والفرات، ومار أنتيموس جاك يعقوب النائب البطريركي لشؤون الشبيبة والتنشئة المسيحية، والسادة: المهندس بسام بارسيك محافظ حمص، والرفيق عمر حورية أمين فرع حمص لحزب البعث العربي الاشتراكي، واللواء محمد الفاعوري قائد شرطة محافظة حمص. والسيد الدكتور سليمان الأبرش ممثل رئيس مجلس الشعب السوري الأستاذ حمودة الصباغ. كما وحضر الحفل السادة رؤساء الكنائس المسيحية بحمص والسادة أرباب الشعائر الدينية الإسلامية والسادة رؤساء الأفرع الأمنية في المحافظة ومدرائها، والسادة أعضاء مجلس الشعب وشيوخ العشائر والقبائل.
قدم الحفل الأب الياس السطاح، بادئين إياه بالوقوف دقيقة صمت على روح المثلث الرحمات مار سلوانس بطرس النعمة وعلى أرواح شهداء سورية الأبرار من عسكرين ومدنيين، تلاه النشيد الوطني للجمهورية العربية السورية.
ألقى كلمة الأبرشية قدس الأب الخوري أنطون جرادة المعتمد البطريركي لأبرشية حمص وحماه وطرطوس للسريان الأرثوذكس.
تلتها كلمة لصاحب السيادة جاورجيوس التي عكست حزناً عميقاً لفراق المطران سلوانوس، وجاء فيها:
“نحن اليوم في حفل تكريم لهذا الشخص الذي غادرنا قبل أربعين يوماً ويصعب علينا جداً أن نُلِمَّ بكل خصال هذا الإنسان الذي كان “ملاكاً أرضياً وإنساناً سماوياً،وكما في اسمه كان له نصيب كبير من النعمة نعمة الله التي رافقته منذ طفولته إلى أن غادر هذه الدنيا، وغادرها غير آسف على شيء عمل وجاهد وتعب ولهذا فربنا الذي اختار أخانا وحبيبنا سلوانوس بطرس النعمة أختاره لحياة الملكوت ونحن نؤمن بهذا ونقول هذه الشهادة في الإنسان الذي يجمعنا اليوم يجمعنا بتلك المحبة التي كانت عنده يجمعنا بتلك الروح الرائعة التي كان يتمتع بها، ونحن نعرف أنه غادرنا ليكون أقرب إلى قلب الله وليكون هناك في الملكوت السماوي.
إن سيدنا سلوانس واحد من الذين يذكروننا دائماً بأن الخدمة بمعناها الحقيقي والصحيح هي أن نبذل أنفسنا من أجل الآخرين وأن نكون أيضاً قدوة للجميع في كل ما نقوم به وقد تجلى ذلك في عملنا معاً وخاصة في سنوات الحرب والتهجير”.
وبعدها ألقى كلمات الرثاء والتعزية كل من:
– فضيلة الشيخ الأستاذ عصام المصري مدير أوقاف حمص، عن السادة أرباب الشعائر الدينية الإسلامية.
– سيادة المستشار القاضي فارس صطوف، عن أصدقاء الفقيد.
– كلمة المؤسسات الإنسانية، أرسلها رؤساء بعض من الجمعيات الخيرية من دول العالم (عرضت كفيديو مسجل) وترجمت للحضور.
– كلمة محافظة حمص ألقاها الرفيق عمر حورية أمين فرع حمص لحزب البعث العربي الاشتراكي.
– كلمة باسم أبناء الميتم السرياني الأرثوذكسي بحمص، ألقتها الآنسة هلا طفس.
– كلمة أهل الفقيد ألقاها السيد عيسى فهد النعمة ابن شقيقه.
– كلمة ممثل راعي حفل التأبين ألقاها نيافة الحبر الجليل مار بطرس قسيس المعاون البطريركي والمعتمد البطريركي لأبرشية حلب، ومدير هيئة مار أفرام السرياني البطريركية للتنمية.
وخلال حفل التأبين تم عرض فيلم وثائقي قصير من إعداد وإنتاج قناة suboro البطريركية عن حياة المثلث الرحمات مار سلوانس بطرس النعمة، والذي أعد خصيصا لهذه المناسبة.
وفي نهاية الحفل قدمت هدايا تذكارية للحاضرين وهي عبارة عن CD مسجل للقداس الإلهي بصوت المثلث الرحمات مار سلوانس بطرس النعمة سجله عام 2011 مع جوقة كاتدرائية السيدة العذراء أم الزنار بحمص وشمامستها.
واختتم الاحتفال بترتيل الصلاة الربانية باللغة السريانية.
وفي تمام الساعة العاشرة من صباح يوم الجمعة 15 كانون 2021 أقيمت صلاة القداس الإلهي ورتبة الجناز لراحة نفس فقيد الأبرشية المطران سلوانس بطرس النعمة في كاتدرائية السيدة العذراء أم الزنار، وخلال القداس ارتجل قداسة الحبر الأعظم مار إغناطيوس أفرام الثاني وعظة تحدث فيها عن معاني عيد بركة السيدة العذراء مريم ، وماوضعه الآباء القديسين السريان من أعياد لأمنا العذراء طالبين شفاعتها وبركتها لأنها أم المخلص، وهاهي قد تركت زناها المقدس لأبنائها المؤمنين بركة في كنيستها بحمص، ولاعجب أن يكون اليوم ذاته تذكار الأربعين يوم لرحيل من خدمها منذ نعومة أظفاره في كنيستها المثلث الرحمات مار سلوانس بطرس النعمة الذي نجتمع اليوم لنتذكره مصلين ومقدمين القرابين راحة لنفسه، طالبين أن يصلي لنا أمام الرب. ونحن لن ننساه ولن ننسى خدماته ومشاريعه الكبيرة والهامة في الأبرشية.
خاتماً قداسته، بتقديم التعازي لإخوته أصحاب النيافة المطارنة الأجلاء أعضاء المجمع السرياني الأرثوذكسي المقدس، ولأخوته أصحاب السيادة مطارنة ورؤساء الكنائس المسيحية في حمص الذين عاش معهم لخدمة أبناء حمص. وللآباء كهنة الأبرشية وأبنائها جميعاً، ولأهل الفقيد وأبنائهم وذويهم جميعاً.
ثم تابع قداسته القداس الإلهي وصلاة الجناز لراحة نفس المثلث الرحمات مار سلوانس بطرس النعمة.
كما ألقى سيادة الوزير الأستاذ طلال البرازي كلمة عبر فيها عن مشاعره ومشاركته وذكرياته مع الفقيد، ذاكراً فيها مناقبه الوطنية وحرصه على الوقوف على حاجات رعيته لابل مجتمعه ومدينته حمص التي لم يتركها بل رجع إليها بعد الحرب بإصرار ليعيد بناء ماقد هدم. ويرجع البسمة والفرح لقلوب الكثيرين.
وبتصريح خاص لقدس الأب الخوري أنطون جرادة المعتمد البطريركي لأبرشية حمص وحماه وطرطوس للسريان الأرثوذكس لجريدة حمص جاء فيه:
“إن فقدان حمص والأبرشية للمطران سلوان هو حدث مؤلم، فقد كان رجلاً وطنياً بكلّ معنى الكلمة ويقدم نفسه لأي خدمة دون استثناء، لم يطلب منه أحد ورفض، كان دائماً بشهادة كل المسؤولين إنو عنده برنامج يومي كاتب فيه هموم الناس وكان يطلب من المسؤولين دائماً انو يقدموا الخدمات للناس عدا عن المشاريع التي ساعد بإقامتها، والعلاقات مع كل شرائح المجتمع السوري.
كان محبوباً بكل معنى الكلمة يرعى الأيتام، يرعى الفقراء والمساكين، لم يرد أن يبقى أي محتاج في هذا الوطن. كان شعاره في الحياة آية من الإنجيل “المحبة تتأنى وترفق..”.
تصوير: كابي ابراهيم
اترك تعليقاً