تشكل مقاومة الصادات الحيوية أزمة في الصحة على مستوى العالم إذ من شأنها أن تجعل من الجروح أو الأمراض التي يسهل علاجها أمراضاً فتاكة.
تقوم البكتريا والفيروسات والطفيليات وغيرها من الميكروبات بالتغيُّر والتطوُّر بشكل مستمرّ لتضمن بقاءها، وقد تكيَّف بعضها بدرجة كبيرة مع العلاج الطبي بحيث لم تعد الأدوية التي تستخدم عادة للوقاية منها أو قتلها تجدي نفعاً وهذا ما يسبب (العدوى المقاومة للأدوية).
يطلق على قدرة الميكروبات على النجاة من الأدوية المستخدمة ضدها تسمية مقاومة الميكروبات للصادات في حال كان مسبّب المرض بكتريا، وتعتبر المضادات الحيوية الأدوية الأكثر أهمية والأكثر استخداماً لعلاجه عندها نتحدث عن مقاومة المضادات الحيوية (والتي تعرف أنها مادة أو مركب يقتل أو يوقف نمو الجراثيم وهي تستخدم لعلاج الأخماج التي تسببها الكائنات الحية الدقيقة بما فيها الطفيليات).
أسباب ظهور البكتريا المقاومة للمضادات الحيوية
1. تعرُّض الجسم للكثير من المضادات الحيوية وأخذها دون وصفة طبية محدّدة وبالتالي فإنه ينمو جيل جديد من البكتريا المقاومة لتلك المضادات الحيوية، فيدعو ذلك إلى استخدام خطة بديلة للعلاج.
2. استخدام المضادات الحيوية لمكافحة الفيروسات هو خطأ شائع، إذ إن الصادات غير فعالة ضد الفيروسات وبالتالي استخدامها ضد العدوى الفيروسية غير مفيد بل قد يسهم في تطور البكتريا المقاومة للصادات.
3. تظهر بصورة طبيعية مع مرور الوقت عبر التحولات والتحويرات الوراثية.
4. سوء استخدام المضادات والإفراط فيه يعجّل من ظهور تلك البكتريا المقاومة.
5. استخدام المضادات الحيوية بشكل مفرط لدى الإنسان والحيوان حيث يتم في أغلب الأحيان تناولها دون وصفة طبية.
لماذا تسبب حالات مقاومة المضادات الحيوية قلقاً كبيراً؟
تظهر آليات وطرق مقاومة جديدة ويقوم انتشارها على الصعيد العالمي بتهديد قدرتنا على علاج أمراض معدية شائعة، مما يؤدي إلى الإصابة بالمرض لفترة طويلة والعجز وأخيراً الموت نتيجة العجز عن علاج هذا المرض بسبب تلك الظاهرة وتصبح الإجراءات الطبية على غرار زرع الأعضاء والمعالجات الكيميائية لمرضى السرطان وحتى التدبير العلاجي لمرضى السكري والعمليات الجراحية الرئيسية شديدة الخطورة دون وجود مضادات حيوية ناجحة للوقاية من حالات العدوى هذه وعلاجها والقضاء عليها.
تسبب زيادة نسبة مقاومة المضادات الحيوية زيادة تكاليف الرعاية الصحية المطلوبة وذلك لطول فترات معالجة المرض والإقامة في المستشفيات وزيادة الحاجة إلى العناية المركزة.
نطاق المشكلة المطروحة
إن مقاومة الصادات الحيوية آخذة في الارتفاع إلى مستويات جديدة بدأت بالظهور والانتشار على مستوى العالم وهي تهدد قدرتنا على علاج الأمراض المعدية الشائعة ويوجد قائمة متزايدة من عدوى الالتهابات مثل الالتهاب الرئوي والسل وتسمم الدم والسيلان التي أصبح علاجها أصعب وقد يصبح مستحيلاً بسبب تدني نجاعة المضادات الحيوية.
يزداد انتشار مقاومة المضادات الحيوية في الحالات التي يسهل فيها شراء تلك المضادات دون وصفة طبية سواء للاستعمال البشري أو الحيواني.
ويتبين أيضاً في البلدان التي لا تطبّق مبادئ توجيهية معيارية في مجال العلاج أن العاملين الصحيين والأطباء البيطرين غالباً مايغالون في وصف المضادات الحيوية التي يفرط الأفراد في استخدامها أيضاً.
وإن لم يتم التصرف بعجلة في اتخاذ الإجراءات فإننا مقدمون على عصر ما بعد المضادات الحيوية الذي يمكن أن تصبح فيه عدوى الالتهابات الشائعة والإصابات الطفيفة قاتلة مرة أخرى كمثل حين ظهورها للمرة الأولى.
المراجع:
1. https://www.who.int/
2. https://chefaa.com/ar
د. ينال ابراهيم
اترك تعليقاً