إن أفضل ما يُزين الحياة ويجمّلها هو أن تعيشها وأنت تتفاعل مع كل من حولك بصورة إيجابية تجعلك تشعر بالقيم والمبادئ الإنسانية، ومن خلال تلك القيم تتجلى الكرامة الإنسانية، وكذلك تظهر المواهب التي يتحلى بها الإنسان.
وإيماناً منّا بقيمة الإرث الحضاري والثقافي والكنز الثمين والمخزون التاريخي لجريدتنا “حمص” العريقة، وهي تُعتبر من أقدم الجرائد ووسائل الإعلام المكتوبة في حمص، لا بل في سوريا؛ إذ يعود تاريخ صدورها للعام 1909.
وبعد هذا الانقطاع القسري عن الصدور لمدة عشرة أعوام، بسبب الظروف والأوضاع القاسية التي مرّت بنا وجعلت جريدتنا تصمت عن الكلام، حيث تعرّض مقرّها للقصف والخراب والدّمار من قِبَل المجموعات الإرهابية، وخسرنا المطبعة وكافة المعدّات الأُخرى، لكن عملنا جاهدين للمحافظة على رخصتها.
بالطبع إن صدور الجريدة ليس بالأمر السّهل في ظل هذه الظروف المعيشية الصعبة. لكن تبقى للجريدة نكهتها الخاصة وتتميز أنها تحمل عَبَقاً تاريخياً، وإرثاً ثقافياً وحضارياً يجعلانها مرجعاً للباحثين والدّارسين في حقول الثقافة والأدب والتاريخ والفنون والرياضة وحتى في القضايا الوطنية، كونَ الجريدة هي وطنية بامتياز.
ولأننا نحفظ هذا الإرث ونعتز به، خاصة من ناحية احتفاظنا بأرشيف جريدة “حمص” منذ العدد الأول لصدورها، مما يعني أن هذا الإرث لا يُقدّر بثمن مادي، إذ يُعتبر مرجعاً أساسياً لقرن ونيّف من تاريخ مدينة حمص، وخاصة من تاريخ ربط الجريدة بحركة الاغتراب والمغتربين الذين أغنوها بمساهماتهم وكتاباتهم. وكانت لسان حال كل إنسان مُقيم ومُغترب، وستبقى كذلك.
نأتيكم اليوم لنزفّ إليكم نبأ صدور جريدتنا ورقياً، بعد أن بدأنا باختبار مميز لنشرها إلكترونياً على الموقع الخاص بها. وأتتنا ردود الأفعال الإيجابية المتنوعة محلياً وإقليمياً وعالمياً بالترحيب بها وبالاشتراك في متابعتها.
وهكذا فإننا أخذنا على عاتقنا هذه المسؤولية التي نراها في غاية الدّقة والأهمية. ولا بُدَّ لنا من أخذ هذا القرار المصيري الذي علينا أن نأخذه بكل أمانة وصدق. لتبقى جريدتنا “حمص” الغالية على قلوبنا جميعاً صوتاً مُدوّياً ومنارةً للعلم والحضارة والثقافة.
ونحن نتّكل على الرّبّ الإله وعلى ثقتكم الغالية للقيام بهذا العمل.
الميتروبوليت جاورجيوس
اترك تعليقاً