تاريخ

قطّينة وبُحَيرتها (1)

الجزء الأول

إن بلدة قطينة وبحيرتها تشكل رئة حمص حيث كانت ولا تزال من أجمل المواقع السياحية في سورية، ويؤمّها السيّاح ومحبّي الاصطياف من مختلف المناطق السورية. تبعد عن مدينة حمص 12 كم باتجاه الجنوب الغربي. عدد سكانها يقارب 10 آلاف نسمة، ويعمل 70% منهم بالزراعة إضافة للثروة السمكية في البحيرة، التي تشكّل نسبة لا بأس بها من دخل سكان قطينة والقرى المحيطة بالبحيرة. كما إنّ تنوّع شاطئ بحيرة قطينة بين الرمل والصخري، واحتوائه على رؤوس وخلجان، يعطيه جمالية خاصة تجعله مناسباً للمنتجعات السياحية والمقاصف الشعبية، بدلاً من المنشآت الصناعية الملوِّثة للبيئة مثل وجود مقاصف ومطاعم على ضفاف البحيرة.

تضمّ قطينة نسبة كبيرة من أصحاب الشهادات العليا، وسكّانها من الشغوفين والطالبين للعلم حيث بنى المثلث الرحمات المطران أثناسيوس عطا الله عندهم مدرسة عام 1900. فأضحت نسبة المتعلّمين فيها 100% شبيهة ببعض القرى والبلدات السورية كبلدتي مرمريتا (وادي النصارى) وبصير (محافظة درعا).

إنّ تاريخ قطينة يرتبط بتاريخ ركنين أساسيين موجودين في المحيط نفسه، وكانا سبباً مهماً لتكون القرية في هذا المكان هما البحيرة والكنيسة.

البحيرة: إنّ طول بحيرة قطّينة الشاطئيّ يبلغ 30 كم، أمّا عرضها الشاطئيّ يبلغ 16 كم، ومساحتها61 كم2.

الكنيسة: كنيسة القديس يوحنّا المعمدان التي تُرجع المصادر تاريخ بنائها إلى ما قبل القرن الخامس عشر الميلاديّ، حيث كانت تحتوي على بعض العلالي الطينية التي كان يقطنها الرهبان. أمّا الكنيسة الجديدة التي يعود تاريخها إلى بداية القرن الماضي.

تسمية قرية قطينة: جاء اسمها من كلمة (قطن) أي سكن، أو (قطين) أي ساكن. وهي تسمية مرتبطة قديماً بعدد من الرهبان الذين كانوا قاطنين (ساكنين) بجوار الدير القديم الذي سمي آنذاك بدير القديس يوحنا المعمدان. وفي القرن التاسع عشر تمّ بناء كنيسة على أنقاض الدير القديم، وسمّيَت باسم كنيسة يوحنّا المعمدان. ومع مرور الزمن أصبح اسم القرية قطينة، بعد أن تمّ تحريف اسمها القديم من قطين إلى قطينة.
والجدير بالذكر أنَّ اسم القرية القديم “قطين” منقوش على حجرٍ موضوع فوق مدخل محطة القطار بين قرية قطينة وقرية كمام باتّجاه الجنوب. وهذه المحطة تقع على خط حديد رياق_حلب، الذي بناه الألمان نهاية القرن التاسع عشر ويمرّ من أراضي قطينة.

عن الكاتب

جورج فارس رباحية

جورج فارس رباحية من مدينة حمص، أب لأربعة أولاد.
مهندس زراعي متقاعد.
خبير محلّف لدى المحاكم.
لي كتاب أمثال حمص الشعبية.
هواياتي كتابة مقالات تاريخية، أدبية، زراعية، دينية، توثيق آثار حمص والأوابد السياحية في سوريا.

اترك تعليقاً