مساهمات القراء

رحيل

رحيل

أيّها الوطن!
 المسّجى على الجرائد،
على الأرصفة
وفي الكتب المدرسية..
المعبّأ في زجاجات العطر الرّخيصة،
وأكياس الإسمنت..
المنثور سجعاً وطباقاً على اللّافتات،
على جدران المدارس
وفي الأقبية


 أيّها الوطن!
 المغمور بالشعراء
والقوافي،
قصص الأنبياء
والتجار..
أيّها الوطن
البهيّ كرايةٍ بعيدةٍ
 في كتب التّاريخ
كم باعوكَ!
كم باعوك!
كم يضيء أبناؤك في البعيد!
أطباء، مهندسون،
شعراء وأصحاب مطاعم
كم نحترق باسمك!
قصصاً تُنسى في الدّاخل،
في مخيمات اللجوء،
في البحر وعلى الشطآن البعيدة..


أيّها الوطن!
 الشهيّ كقطعة لحم طرية
بين أنياب الضّواري
وأفواه الذّبابْ..
كم أحرقونا باسمك!
كنحل فضولي مزعج
في حفلات شواء وطنيّة..


أيّها الوطن!
المعمّد بالملح
المنكوب كجرح مفتوح
يا آهاتنا!
و أحلامنا المحروقة الخائبة
كم أريد الرّحيل عنك!
كم أريد الرّحيل!
كيْ أحنّ إليك..

م. نسرين الأخرس

عن الكاتب

جريدة حمص

جريدة حمص أول صحيفة صدرت في مدينة حمص – سوريا عام /1909/ عن مطرانية الروم الأرثوذكس لتكون لسان حال المدينة.

اترك تعليقاً