صحة

هل كل ألم صدري خطير؟ وهو ذو منشأ قلبي حصراً؟

– دكتور حاسس بنخزة بقلبي.

– وين بالضبط؟

– هون، إذا في شي خطير قلي لا تخبي عليي.

– لا، بس لا تفكر كتير بالموضوع.

غالباً لن يقتنع المريض بكلام الطبيب وسيظن أنه مستهتر. فالمريض محقّ وبالمقابل الطبيب محقّ أيضاً لكن الموضوع بحاجة للشرح أكثر:

فهل كل ألم صدري خطير؟
وهو ذو منشأ قلبي حصراً؟

يشكو كثيرون من نوب ألمية قلبية أو صدرية غالباً، فإذا استطعنا تحديد النقطة الألمية هنا لا داعي للقلق فمنشأ الألم يكون جدار الصدر وغالباً يزول الألم بتغيير وضعية الجسم أو بتدليك النقطة الألمية.

بينما الآلام الصدرية التي قد تكون خطيرة وذات منشأ قلبي فهي تكون شاملة للصدر (حاسس صدري مطبق.. حاسس في بلاطة عصدري..) وغيرها من التعابير التي نسمعها في القصص المرضية، وتكون آلام ضاغطة، طاعنة، خنّاقية وحتى حارقة مُعَمَّمَة في الصدر وهي تزداد غالباً بالجهد ولا تستجيب لتبديل وضعية الجسم أو التدليك وقد تسبب آلام ارتدادية أيضاً إلى الكتف، الذراع، العنق والفك، كما قد تكون مترافقة مع زلّة تنفسية (ضايق نفسي.. ماعم اقدر آخد نفس..) وقد تترافق مع تعرُّق بارد، غثيان، إقياء، خفقان و دوّار.
عندها يجب مراجعة الطبيب لإجراء مايلزم (ويفضل وضع حبة نتروغليسرين تحت اللسان والابتعاد عن الجهد ريثما نصل لأقرب نقطة طبية)

وبالتأكيد هناك أسباب أخرى للألم الصدري منها:

*عضلي: عندما تتعرض العضلات لإصابة أو تطبيق شدّ زائد كما في بعض الحركات الرياضية المغلوطة أو السعال الشديد المزمن…

*هضمي : كما في حرقة المعدة ( حيث يقلّ الألم بعد تناول الطعام) ، القلس المعدي المريئي، التهاب البنكرياس، التهاب المرارة والحصيات المرارية ( حيث يزداد الألم بعد تناول الطعام).

*رئوي، عصبي.. وغيرها أيضاً.

*كما أن للعادات اليومية -كالتدخين وشرب الكحوليات والمنبهات والحالة النفسية من قلق وتوتر- دور في نشوء الألم الصدري.

خلاصة: ليس كل ألم صدري خطير بل هناك حالات كما في آلام جدار الصدر تعالج في البيت عن طريق مسكنات فموية أو مراهم موضعية مع الراحة، ويفضل مراجعة الطبيب في حال استمرارها لمدة تزيد عن عدة أيام.
أما قلبية المنشأ (كما ذكرنا سابقاً) فهي حتماً بحاجة لمراجعة الطبيب فور حدوثها .

عن الكاتب

ماهر شليل

متخرج من كلية الطب البشري. طالب ماجستير في الجراحة القلبية. اهتماماتي المطالعة العلمية والأدبية. مهتم باللغة العربية وقواعدها. عملت سابقاً في المجال الإنساني كمتطوع في الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية.

اترك تعليقاً