رياضة

بين تشرين والوثبة وحطين من سيتوج بلقب الدوري السوري؟

اقترب الدوري السوري من نهايته مع بقاء 3 جولات فقط من عمر الموسم الحالي ومع وصولنا للأمتار الأخيرة اشتعلت المنافسة بين ثلاثي الصدارة فبعد أن ظن الكثيرون أن تتويج تشرين بات مسألة وقت عقب تعادل الجيش والوثبة بالجولة الـ21 عادت الحسابات لتتداخل من جديد بعد إهدار المتصدر لخمس نقاط خلال لقاءيه مع جبلة وحطين على التوالي.

مع نهاية الجولة الـ23 بقي تشرين بالصدارة برصيد 50 نقطة متقدماً على الوثبة بفارق نقطة واحدة وحطين بفارق 4 نقاط بالوقت الذي بات فيه الجيش بحاجة لسلسلة من المعجزات كي يحقق اللقب مع ابتعاده بفارق 8 نقاط عن المتصدر.

عقب لقاء تشرين وحطين الذي انتهى على فوز الأخير بهدف لخالد كوجلي كشف مدرب متصدر الترتيب ماهر البحري عن نيته التقدم باستقالته لكن الإدارة جددت الثقة به وبالكادر الفني لتمنحه فرصة الدفاع عمّا حققه هذا الموسم من نتائج مميزة ولو أن ذكريات البحري ربما هي ما دفعته للتفكير بالرحيل فرغم أسلوب اللعب المميز الذي يخلقه إلا أن الرجل لم يكُن موفقاً سابقاً بسباق الأمتار الأخيرة حيث لم يتمكن من قيادة الاتحاد للقب حين تعثر بالجولة قبل الأخيرة بالموسم قبل
الماضي كما لم يوفق بتحقيق لقب الكأس الموسم الماضي رغم اضطرار الوثبة للعب الأشواط الإضافية بتسعة لاعبين ليتمكن يومها فريق رافع خليل من جرّ المباراة لركلات الترجيح التي شهدت على تحقيق الفرسان للقب على حساب الطليعة.

في الجولات الثلاث الأخيرة سيحل تشرين ضيفاً على الفتوة بدمشق ومن ثم سيستضيف الاتحاد قبل أن يحل ضيفاً على الكرامة بالجولة الأخيرة، وما يمكن قوله أن جميع الفرق الثلاثة لم تعُد تملك حافز كبير بالجولات الأخيرة من الدوري حيث اقترب الفتوة من ضمان البقاء بعد فوزه على النواعير موسعاً الفارق بينه وبين جبلة الثالث عشر إلى 7 نقاط ومبتعداً عن صاحبي المركزين الحادي والثاني عشر نواعير والساحل بفارق 4 نقاط لذا سيدخل “آزوري الدير” لقاء البحارة بالجولة القادمة دون ضغط كبير لكن قد يتطلع مدرب الفتوة حسان إبراهيم ومساعده نادر جوخدار لتقديم هدية لناديهم الأم الوثبة.

من جانبه يتواجد الاتحاد بالمركز الخامس حتى الآن برصيد 39 نقطة وأقصى ما يمكنه التفكير به هو التقدم بخطوة للأمام واحتلال المركز الرابع مع تأخره بفارق 3 نقاط عن الجيش وهذا التبدل بالمراكز يملك فقط قيمة معنوية مع صعوبة تأثيره على المشاركات الخارجية لذا سيلعب الاتحاد أيضاً دون ضغط أمام تشرين وذات الأمر ينطبق على الكرامة الموجود بالمركز التاسع برصيد 29 نقطة.

هذه المعطيات لا تعني أن تحقيق تشرين للنقاط الكاملة من المباريات المتبقية هو أمر مضمون فمواجهة فريق لا تعيش ضغوطات قد يكون سلاحاً ذو حدّين خاصة بعد إهدار خمس نقاط بآخر جولتين مما يضع لاعبي البحارة تحت ضغط نفسي كبير بالجولات الأخيرة وقد يزداد هذا الضغط أو يتلاشى بنسبة كبيرة بحسب ما سيحدث خلال لقاء الجيش يوم الأربعاء المقبل بمسابقة كأس الجمهورية فالفوز على الزعيم قد يكون كفيلاً بإعادة الصحوة لتشرين في حين ستتسبب الهزيمة بخروج الفريق من دور الـ16 من البطولة بالتالي زيادة الخيبة والضغط بالنسبة للفريق.

الوثبة يعرف أن التساوي بالنقاط بينه وبين تشرين بنهاية الموسم سيمنحه التفوق حيث يعتمد نظام الدوري على المواجهات المباشرة، فاز الوثبة على تشرين ذهاباً وإياباً، وفي الجولة القادمة سيحل الوثبة ضيفاً على الطليعة ثم سيستضيف الشرطة قبل أن يسافر للاذقية لمواجهة حطين بالجولة الأخيرة بمباراة قد تحمل حسابات خاصة للغاية حيث تعادل الفريقان بلقاء الذهاب وبالتالي سيحصل حطين على أفضلية بحال التساوي بالنقاط بينه وبين الوثبة وفوزه بالمباراة مع التذكير أن الفارق بين الفريقين حالياً هو 3 نقاط.

ما قلناه عن الاتحاد والكرامة ينطبق على الطليعة حيث يحتل الأخير المركز السابع برصيد 29 نقطة متساوياً بذات الرصيد مع الشرطة والكرامة لكن يعرف الجميع أن الشرطة تحديداً يملك ماضياً مهماً بإعاقة فرق الصدارة في الأمتار الأخيرة.

يحتاج حطين لحسابات أكثر تعقيداً بعض الشيء للفوز باللقب حيث يحتاج لتعثرين من متصدر الترتيب مع الفوز بالمباريات المتبقية بمن فيها لقاء الوثبة بالجولة الأخيرة، ويستضيف الحيتان بالجولة القادمة فريق الساحل المهدد بالهبوط لذا لن تكون المهمة سهلة بالنسبة لثالث الترتيب الذي سيسافر بعدها إلى حلب لمواجهة الجزيرة الذي ضمن رسمياً العودة للدرجة الأولى لذا قد تكون الجولة القادمة بتحديد مدى قدرة فريق حسين عفش على المنافسة على القمة.

سيناريو آخر قد يحدث بنهاية الموسم وهو تساوي الفرق الثلاثة بذات عدد النقاط وهنا سيتم اللجوء لعدد النقاط التي حصل عليها كل منهم بالمواجهات المباشرة وهنا لن يملك تشرين أي فرصة للفوز باللقب حيث لم يحصد أي نقطة بلقاءيه مع الوثبة وحصل على نقطة واحدة من حطين في حين يملك الوثبة 7 نقاط من فوزين على تشرين وتعادل مع حطين الذي يملك 5 نقاط من حصيلة مواجهاته لفرق القمة وهنا ستكون مواجهة الجولة الأخيرة حاسمة لتحديد المتصدر حيث سيمنح الفوز التفوق
لحطين مع وصول رصيده لثماني نقاط في حين يكفي الوثبة الحصول على نقطة واحدة لضمان الاستمرار بالتفوق.

الضغوطات تحيط بتشرين من كل طرف فوضعية الفريق بالدوري باتت معقدة للغاية ولقاء الجيش بالكأس يضع الفريق بمواجهة المزيد من الضغوط دون أن ننسَ أن اتحاد الكرة لم يكشف عن حكمه النهائي حتى الآن بقضية التسجيلات التي قدمها مدافع الطليعة شعيب العلي والتي تحدث من خلالها عن وجود شخص حاول أن يرشيه قبل لقاء فريقه مع البحارة لكن يجب ألا ننسَ أن تشرين يملك العديد من اللاعبين الدوليين أصحاب الخبرة لذا مازال كل شيء بمتناول الفريق حتى الآن.

عن الكاتب

هاني سكر

اترك تعليقاً