ما أجمل الصّباح! ما أقواها الرّياح! ما أحلى الطّيور بصوتها الصدّاح هكذا تغني الطّيور كلّ صباحٍ وهي مجتمعةٌ على أغصان الشّجر، الجميع يتحادثون ويتودّدون ويحيُّون الصّباح بالأغاني الملاح.
جلست البومة الّلئيمة والببغاء الثّرثارة الغبية والغراب المحتال على أحد الأغصان وبدؤوا بالنّميمة.
كلما طار أحد الطّيور تطاولت ألسنتهم وغطت البشاعة وجوههم، وحاولوا تشويه الطّيور الجميلة بأحاديثهم، وعلى غصنٍ بعيدٍ كانت الحمامة الوديعة واليمامة الجميلة تراقب بصمتٍ ما يحدث.
قالت البومة: “انظر أيّها الغراب إلى عصافير الدوري كم هي غبيّة”
أجابها الغراب: “وبشعة أيضاً”
فردّدت الببغاء: “بشعة – بشعة”
قالت اليمامة الجميلة للحمامة الوديعة:
“هل تعلمين أنّهم ما إن يفارقوا بعضهم حتّى يثرثروا على بعضهم أيضاً.
“طبعاً عزيزتي فالنمّام لا صديق له سوى النّميمة.
ولكن لمَ كلّ هذا؟
إنه الطّبع والطّمع، فطبعهم الثّرثرة وعندهم طمع كبير في الاستيلاء على الشجرة.
عندما سيخسرون كلَّ شيء سيعرفون كم كانوا مخطئين.
سنلقنهم درساً لن ينسوه أبداً. نادي البومة أوّلاً!
أيّتها البومة تعالي إلى غصننا من فضلك.
ماذا هناك؟
نريدك في حديثٍ خاص.
حديث! أجل .. قادمة..
قال الغراب: “إنّ البومة نذير شؤم يا ببغاء”
قالت الببغاء: “شؤم شؤم”.
سمعت البومة فامتعضت كثيراً
“تفضل لعندنا يا سيد غراب”، قالت الحمامة.
“آتٍ.. آتٍ..” قال الغراب
بقيت الببغاء لوحدها فقالت: “أشرارٌ.. أشرار”
ومسكت الغصن بأظافرها إذ تريده لها وحدها، فانكسر الغصن وهوى بها.
أمّا البومة فطارت مسرعةً إلى رأس الشّجرة حيث الدّيك الصيّاح فطرف جناحه عينها فوقعت عن الشّجرة وفيما هي تقع ارتطمت بالغراب المحتال الذي كان يحاول الفرار فوقعا معاً وبقيت الشجرة والطّيور الجميلة في سلام.
حنان وهبة
اترك تعليقاً