الحرية، الفردوس، الأوبرا، القاهرة، أوغاريت، الزهراء، روكسي، فاروق الأمير، حمص.. كلمات قد تبدو مفككة غير مترابطة.. فما الذي يجمع بين هذه الكلمات؟ نعم، إنها جميعها أسماء السينمات التي كانت قائمة في مدينتنا حمص في يوم سلف!!.. لقد زودنا بها أحد القراء الأعزاء متسائلاً أين هي السينمات هذه الأيام؟!..
والمستغرب وجود هذا العدد الكبير من السينمات في مدينة صغيرة كحمص، طبعاً إن دلّ ذلك فإنه يدلّ على الاهتمام المبكر بالثقافة والفنون وبالأخص الفن السابع لدى أهل مدينتنا.. وسعيدٌ ذلك الذي يتذكر تلك الأيام الخوالي حيث يكتظ الناس أفراداً وعائلات لحضور فيلم من الأفلام الشهيرة التي كانت رائجة آنذاك.. إذ لا شيء يعادل متعة ورهبة المثول في حضرة الشاشة الكبيرة حيث يتسم الجو بالسحر والرومانسية والذهول أمام جمال ونقاء الصورة ووضوحها، والتفاعل إلى أقصى الدرجات مع الصوت والموسيقا التصويرية، أما الظلمة فتنقل المشاهد إلى خارج الزمان والمكان آسرة إياها في جو الفيلم وممثليه..
وبالرغم من الدور الذي لعبه الفيديو والستلايت في إلحاق الأذى بالسينما، إلا أن تلك الوسائل العصرية لم تتمكن من قهر السينما أو القضاء على سحرها الأخّاذ.. وما زالت شبابيك التذاكر هي الحكم والمقياس على نجاح فيلم من الأفلام، وما زالت السينما تواصل رسالتها الفنية في معظم دول العالم وتقدم الأفلام للمتابعين المتعطشين لمشاهدتها أبداً..
إلا في مدينتنا!!.. أغلب السينمات قد هُدم أو استبدل ببناء تجاري عالٍ أو تحوّل إلى خربة مهجورة!!.. ولم يبق من المشاهدين إلا قلّة أكثرهم من المراهقين..
فما السبب يا ترى؟! لعل الفن السابع قد تراجع بأفلامه محلياً وعالمياً إلى المرتبة العاشرة أو العشرين.. بين الفنون؟!..
أم لعلنا آثرنا الراحة والبقاء بمنأى عن المنازعات والأعاصير المثارة حول هذا الفيلم أو ذاك على مبدأ ” فخار يطقّش بعضه ” ؟!.. أم..؟!. لست أدري..
م. بشـار منصور
ذكريات رائعة وحنين فياض .. من المهجر