صحة

الكورونا بين المدرِّس والطالب (٢)

حماية الأطفال تبدأ من المنزل

كلنا قلقون ومترقبون، ماذا ينتظرنا بعد عودة أطفالنا للمدرسة وننتظر قرار تأجيل المدارس لينقذنا من هذه المعمعة. ولكن الهرب لم يعد ممكناً والمدارس على الأبواب فلنضئ شمعة التوعية والوقاية. هذه باقة من الإرشادات نقدمها للأهالي وننصحهم باتباعها باتزان وبساطة دون مبالغة ودون تهاون:

أولاً: المعلومات الواجب تقديمها للأهل ومقدِّمي الرعاية الصحيّة:

على الأهل مراقبة الحالة الصحية لأطفالهم، ومنعِهم من الحضور للمدرسة في حال إصابتهم بالمرض. ويجب أن يعلِّموا أطفالهم على وسائل وطرق الحفاظ على النظافة والتعقيم، من غسل اليدين بطريقة صحيحة لمدة 20 ثانية، أو تعقيمها بالكحول أو المستحضرات الطبية الأُخرى.

كذلك يجب تعليم الطفل رمي القمامة بطريقة صحيحة، إضافة لتعليمهم استخدام المرحاض وغسل اليدين قبل وبعد ذلك، والتركيز على تدريب الطفل على السُّعال أو العطاس ضمن المناديل، ثم رميها في القمامة وغسل اليدين أو تعقيمها.

يجب التأكيد دائماً على الطفل أن يتجنب لمس وجهه، وأنفه، وفمه، أو عينيه في المدرسة ما أمكن. وتزويد الطفل بكأس خاص لشرب الماء ومنشفة خاصة-كمامة نظيفة-مناديل-معقمات لليدين. مع تنبيه الطفل إلى عدم مشاركة كأس الشرب أو وجبات الطعام مع الطلاب الآخرين.

علموا أطفالكم على خلع ملابسهم وأحذيتهم بزاوية خاصة فور العودة من المدرسة، والتوجه بعدها لغسل اليدين جيداً ومن ثم الوجه قبل دخول غرف المنزل.

على الأهل أيضاً تشجيع الطفل على طرح الأسئلة التي تخطر بباله وتوجيهها لهم أو للمعلمين، والتعبير عن مشاعره بحرية، لابد من التواصل والتنسيق الدائم بين الأهل والمدرسة لأخذ المعلومات اللازمة ودعم جهود المدرسة للحفاظ على سلامة الجميع. (2)
وأخيراً، يجب تنبيه أهل الطالب المصاب بالربو بأن العودة للمدرسة بوجود الـ covid-19، يتطلب تعاونهم مع المدرسة لضمان سلامة الطفل الربوي وضبط حالته. وفي هذا السياق يتوجب على الأهل إعلام المدرسة بتصنيف الحالة الربوية للطفل، ومحرِّضات نوبة الربو لديه، كذلك على الأهل الالتزام بخطة معالجة الطفل الربوي وتناوله لأدويته يومياً، والتنسيق مع معلم صف الطفل حول الحاجة لزيادة فترات خلع الكمامة لدى الطفل. (3)

ثانياً: الفئة الأخيرة المستهدفة بالتوعية هي الطلاب:

هناك قائمة مرجعية للتوجيهات الواجب تقديمها للطلاب والأطفال في بداية العام الدراسي:

  1. في مثل هذا الوضع، من الطبيعي الشعور بالقلق أو الارتباك أو الخوف. يجب أن تعرف أنك لست وحدك وعليك أن تتحدث مع أحد تثق به، من قبيل أحد الوالدين أو أحد المعلمين كي تحصل على مساعدة للمحافظة على سلامتك وسلامة مدرستك.
  2. احمِ نفسك والآخر، اغسل يديك بصفة منتظمة، ودائماً باستخدام الماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل.
  3. تذكّر ألا تلمس وجهك. لا تتشاطر الأكواب وأدوات الطعام أو الأغذية والمشروبات مع الآخرين.
  4. كن قائداً في المحافظة على نفسك ومدرستك ومجتمعك المحلي بصحة جيدة. شاطر ما تعلمته حول الوقاية من المرض مع أسرتك وأصدقائك، وخصوصاً مع الأطفال الذين يصغرونك سناً.
  5. كن مثالاً في الممارسات الجيدة من قبيل احتواء السعال والعطس بثني الكوع، وغسيل اليدين، خصوصاً لأفراد الأسرة الأصغر سناً.
  6. لا تمارس الوصم ضد أقرانك ولا تضايق أحداً إذا أصبح مريضاً؛ وتذكّر أن الفيروس لا يلتزم بحدود جغرافية، ولا يقتصر على جماعات إثنية أو فئات عمرية أو الوضع من حيث الإعاقة أو الجنس.
  7. أخبِر والديك، أو فردا آخر في الأسرة، أو مقدم الرعاية إذا كنت تشعر بالمرض، واطلب أن تظل في البيت.
    لابُدَّ من الانتباه هنا لأن التثقيف الصحي للطلاب يجب أن يراعي المرحلة العمرية للطفل واستخدام طرق تتناسب مع قدراته الذهنية.
    مثلاً: الأطفال في عمر ما قبل المدرسة (الروضة) يجب أن نستخدم معهم الوسائل التشجيعية، كتعليمهم على غناء أغنية معينة أثناء غسل اليدين تستمر لمدة 20 ثانية. ومكافأة الأطفال الملتزمين بقواعد غسل اليدين، كذلك يمكن تعليمهم الحفاظ على التباعد عن طريق بسط الذراعين، كجناحي الطائر بحيث لا تلمس اليد الطفل المجاور. ويمكن استخدام الدمى لتمثيل طريقة تغطية الفم والأنف بالمرفق أو لتمثيل أعراض المرض. كما يمكن إعطاء لوحات تتعلق بالمرض ووسائل الوقاية ليقوم الطفل بتلوينها.
    أما الأطفال في عمر المدرسة الابتدائية فيجب تشجيعهم على طرح أسئلتهم والتعبير عن مشاعرهم مع الاستماع إليهم باهتمام، وعدم إنهاكهم بالمعلومات الكثيرة عن المرض. وتشجيعهم على اتباع وسائل الوقاية والنظافة، وأنهم بذلك يقدمون جهداً مهمّاً لحماية أنفسهم وحماية الآخرين. ويُفضّل استخدام وسائل توضيحية حول وسائل الوقاية من نشر العدوى، كاستخدام بخاخ يحتوي على ماء ملون ليرى الطفل مدى انتشار القطيرات من البخاخ عند قدحِه، ولذلك يجب الحفاظ على التباعد كي لا نصاب بهذه القطيرات.

كذلك الأمر بالنسبة للطلاب في المراحل الإعدادية والثانوية، والذين إضافة لما سبق يجب تحفيزهم ليصنعوا لوحات ورسومات توضيحية حول أعراض المرض ووسائل الوقاية منه. ويمكن مناقشة الحقائق العلمية والدراسات الأخيرة حول الفيروس مع الطلاب في المراحل الثانوية.

وأخيراً يجب تعليم الطلاب الكبار (في الإعدادية والثانوية) على ما يمكن أن يختبروه من المشاعر والضغوطات وردات الفعل، بظل هذه الجائحة وما تفرضه من الظروف الاستثنائية، وأن تؤكد لهم بأنها ردات فعل طبيعية في ظروف غير طبيعية. (2)

المراجع:

1.https://www.unicef.org/sites/default/files/2020-06/Framework-for-reopening-schools-2020.pdf

2.https://www.who.int/docs/default-source/coronaviruse/key-messages-and-actions-for-covid-19-prevention-and-control-in-schools-march-2020.pdf?sfvrsn=baf81d52_4

3.Post Millennial Academy
COVID-19 Policy

4.https://www.who.int/news-room/q-a-detail/q-a-children-and-masks-related-to-covid-19#:~:text=Children%20aged%205%20years%20and,mask%20with%20minimal%20assistance

عن الكاتب

هلا الأصيل

د.هلا طلال الأصيل، ماجستير بأمراض الاطفال وحديثي الولادة، أعمل بعيادتي الخاصة وفي العيادات الشاملة في قريتي قطينة، أم لطفلين، من هواياتي الترتيل والموسيقى البيزنطية

اترك تعليقاً