أدب وفكر من ذاكرة الجريدة

نِعَــمُ الطبيعــةِ جمَّـــةٌ

نِعَــمُ الطبيعــةِ جمَّـــةٌ

مـزَّقتُ أوراقَ الصبـا ورميتــها

فـوق الرُّبـا والسهـل والوديـان ِ

وجمعْتُ من ورق الخريفِ رسالـة ً

هي عِبْـرة ٌ تُتـلى بكـلِّ زمـان ِ

عـلَّ الذيـن تكبَّــروا ينتابُــهم

هَلَعٌ يصبُّ الرعـبَ في الأبــدان ِ

فالمـوتُ آتٍ إنْ غـداً أو بَعْـــدهُ

فليتـَّعظْ كلُّ الــورى والجــان ِ

تحلو الحيـاة ُ إذا تكلَّـل صرحـها

بالحـبِّ والإخـلاص والإحسـان ِ

يبقى الوفاءُ مـدى الزمان ِ منـارة ً

تَهـدي ويغمـرُها نـدى الرحمان ِ

يـا أيهـا الإنسـانُ لا تبخـلْ على

مَنْ عاشَ يحمـلُ قسوة الحرمـان ِ

فهـو الذي ذاق المـرارة َوالجـوى

متقلِّبــاً في الوحــل والنيـران ِ

في وجهـه رقَـدَ الأسـى وفـؤادُهُ

متنــاثرٌ فـي عالــم النسيـان ِ

الشمسُ تشرقُ في الصباح فلا يـرى

نـوراً ولا بشــراً بكـلِّ مكـان ِ

في يومه يقضي النهارَ على الطَّـوى

والليـلُ عنــدَهُ منبـعُ الأحـزان ِ

يا ناسياً معنى الأخـوَّةِ في الـورى

أينَ الضميـرُ ونخـوة ُ المِعـوان ِ؟

رحـلَ الذين تجاهلـوا مَـنْ حولهم

وغـدَوْا سراباً في ثـرى الأوطان ِ

يـا حامـلاً كأسَ المحبَّـةِ في يــدٍ

وبراحةِ الأخـرى سنـا العـرفـان ِ

امسـحْ دمـوعَ المُتعبيــنَ فإنَّــهم

بشـرٌ لهـم حـقٌّ علـى الإنسـان ِ

واذكـر -أخي الإنسانَ- كـلَّ معذَّبٍ

وارأفْ عليــه برقـَّـةٍ وحنــان ِ

نِعَــمُ الطبيعـةِ جمَّـة ٌ فلتـدَّخـرْ

بعضـاً مـن الخيـراتِ للجـوعان ِ

رفـعَ الأنـامُ صلاتَهـم راجيـنَ أنْ

يحظـوْا بنعمـةِ سيِّــدِ الأكـوان ِ

مادام فينــا للمحبَّــةِ موضــعٌ

فالشـكرُ كـلُّ الشـكر ِ للمحسـان ِ

فؤاد أحوش
مدير التحرير

عن الكاتب

جريدة حمص

جريدة حمص أول صحيفة صدرت في مدينة حمص – سوريا عام /1909/ عن مطرانية الروم الأرثوذكس لتكون لسان حال المدينة.

اترك تعليقاً