امتازت جريدة حمص عبر تاريخها العريق بمواكبتها للأحداث الهامة وأرشفتها، ومن أهم الأخبار العالمية التي نشرت عبر صفحاتها كان خبر تنصيب البطريرك إيريناوس بطريرك صربيا الذي نشر في العدد 2827 بتاريخ 16أيلول 2010.
ومما جاء فيه:
“ستقام، في الثالث من تشرين الأول، خدمة التنصيب الرسمية لبطريرك صربيا إيريناوس في بيتش (كوسوفو)
في المقر البطريركي الصربي.
حيث تمت خدمة التنصيب غير الرسمية في الرابع والعشرين من شهر كانون الثاني للعام الجاري (2010)، في كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل في بلغراد.
أما خدمة التنصيب الرسمية فستقام، كما قرر المجمع المقدس للكنيسة الصربية الأرثوذكسية، في المقر البطريركي في بيتش، حيث تتم التحضيرات لاستقبال المدعوين من صربيا وخارجها.
العرش البطريركي الرخامي لكنيسة الرسل القديسين، في المقر البطريركي في بيتش لم يكن بالاستطاعة ترميمه، لذا سيوضع مكانه عرش بطريركي مهدىً إلى الكنيسة الصربية من قبل رئيسة دير أورميليا في اليونان، نيقوديمي، وراهبات الدير.
وقد كان البطريرك إيريناوس، قبل انتخابه، أسقفاً على مدينة نيس لثلاثة عقود خلت، وأعلن فور تنصيبه بطريركاً أن “كوسوفو هي أورشليم الصربية.”
وقد كان لنا في سورية شرف استقبال غبطة البطريرك إيريناوس في الكرسي الأنطاكي صيف عام2019.
وكان استقبالاً مميزاً شارك فيه السادة مطارنة المجمع الأنطاكي من بينهم المتروبوليت جاورجيوس (أبو زخم) ولفيف من السادة الأساقفة والكهنة والشمامسة.
امتدت زيارته بين الأول والسابع من حزيران عام 2019، زار خلالها وبارك عدة أبرشيات في سوريا ولبنان، كما زار العديد من المعالم الأثرية في دمشق القديمة، والأديرة والكنائس.
وقد عقدت خلال تلك الزيارة جلسة مجمعية بين الوفدين الأنطاكي والصربي تناولت مواضيع كثيرة وشؤونا كنسية أرثوذكسية وغيرها من مواضيع الساعة، وكان التركيز على العلاقات المشتركة بين الكنيستين والعمل على ثبات المسيحيين في أرضهم، وغيرها من القضايا الهامّة.
احتفل غبطة البطريرك إيريناوس وغبطة البطريرك يوحنا العاشر بقداس إلهي في كنيسة الصليب المقدس في دمشق شارك فيه المتروبوليت جاورجيوس (أبو زخم)، وحضره حشد غفير من المؤمنين، وأعضاء من مجلس الشعب السوري، والقائم بأعمال السفارة الصربية في سورية، حيث تميّز القداس الإلهي بحلّة كنسية متميزة سطرتها فسيفساء الإيمان الأرثوذكسي.
وبعد مرور أكثر من عشر سنوات على خبر تنصيب البطريرك إيريناوس، وأكثر من سنة على زيارته وتحديدا في٢٠ تشرين الثاني ٢٠٢٠، شاءت العناية الإلهية، انتقال غبطة البطريرك إيريناوس إلى الأخدار السماوية -متأثراً بفيروس كورونا -على رجاء القيامة والحياة الأبدية. ولهذا تقوم جريدة حمص بنشر خبر الوفاة اليوم.
وأقيمت الصلوات في كنيسة أنطاكية، من أجل راحة نفس المغبوط الذكر البطريرك إيريناوس، ختمها صاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر برسالة تعزية إلى المطارنة أعضاء مجمع الكنيسة الصربية، متضرّعاً فيها إلى الله أن يردّ هذا الوباء عن العالم أجمع.
رولا عطية
اترك تعليقاً