أدب وفكر

الحقيقة

الحقيقة
يا قلبُ ما بكَ كُلّ يومٍ تشتكي....ظلمَ السّماءِ وجَوْرَ أبناءِ السَّماءْ
وَتسيرُ في دَربِ الظُّنون ِ كأنّما....قد أرهَقتْ دُنياكَ أحْكام ُ القَضاءْ
تقتات ُ من خُبْزِ الفناءِ وَتسْتقي....من مَنهَلِ الأحْزانِ من نبعِ الشّقاءْ
وتروحُ تبحَثُ عن حَقيقَةِ ما ترى....في الأرضِ والأجواءِ في دنيا الفضاءْ
فتهيمُ في بحرِ الشُّكوكِ وَتعْتلي....ظهرَ الخيالِ وتمتطي مَتْنَ البلاءْ
فإذا الحَقيقةُ يا فؤادي تخْتفي....في جَوهَرِ الأشْياءِ ما خلفَ الطّلاءْ
كمْ ترتدي الأشياءُ من أبْهى الحُلى....في ناظِرِ المُتخيِّلِ المُتَوهِّمِ
فيرى اسْودادَ اللَّيلِ أبيضَ ناصعاً....ويَتيهُ دهراً في السَّرابِ الهائم
وإذا غروبُ الشَّمْسِ عندَهُ مَشْرقٌ....وإذا النّجاسةُ بالطّهارةِ تحْتمي
وإذا الخَساسَةُ بالوَداعَةِ زيّنتْ....وإذا النّقاوةُ في سُمومِ الأرقَمِ
نشرَ النِّفاقُ على القلوبِ غمامةً....فترى الخِيانَةَ فِي الكلامِ النَّاعِمِ
وترى الفضيلةَ بالخشوعِ وبالتُّقى....أمْستْ رداءَ الفاسِقِ المُتَهَدِّمِ
والعابِدُ المأفونُ باتَ عَباءةً....تطْوي ثناياها فجورَ الآثمِ
يَكْفيكَ يا قلْبي رياءٌ كاذبٌ....إنّ الحَقيقَةَ كالسّوادِ القاتمِ
إنْ تلْقَها تشْبعْكَ سُمَّاً قاتِلاً....ومَرارةً من ثَغْرِها المُتَبَسِّمِ
وَترى الفضيلةَ في الظّلامِ جُذورُهايَهْوي الخَيالُ وفي دُجاها يَرتمي

حكمت نايف خولي

عن الكاتب

جريدة حمص

جريدة حمص أول صحيفة صدرت في مدينة حمص – سوريا عام /1909/ عن مطرانية الروم الأرثوذكس لتكون لسان حال المدينة.

اترك تعليقاً