يوم حزين شهدته العاصمة دمشق بحضور عدد كبير من الفنانين، وعدد أكبر من “العشّاق” للمخرج “العرّاب” الذي عاش معهم وشعر بهم، مترجماً “الفصول الأربعة” في حياتهم و”الأحلام الكبيرة” في خيالهم، محيياً “الزير سالم” و”صلاح الدين الأيوبي” و”صقر قريش” من تاريخهم، عاملاً “على طول الأيام” لأن يكون إخراجه هو الأقرب إلى القلوب والأكثر ثباتاً في الذاكرة والأكثر التصاقاً بالوجدان.
حيث تم تشييع جثمان المخرج الفنان عصر يوم الجمعة الواقع فيه 1 كانون الثاني 2021 من مسجد الحسن في دمشق وقد أوري الثرى في مقبرة باب الصغير في العاصمة السورية.
في مشهد يكاد يكون مسروقاً من حلقة “نزار قباني” في مسلسل “الفصول الأربعة” حيث يقف الراحل خالد تاجا في جنازة الشاعر العظيم ويقول: “الدنيا لسا بخير، إذا بلد كامل بيطلع بجنازة شاعر”
وبعد سنوات يتكرر المشهد في جنازة المخرج دون تحضير أو إخراج أو تمثيل وتخرج البلد كلها
لوداع ابنها الفنان المبدع حاتم علي، وجملة “نامي إذاً يا روح…نامي الآن” من شارة مسلسله “أحلام كبيرة” تتكرر وتتكرر في الأذهان.
وكتب الشاعر السوري هاني نديم على صفحته على فيسبوك:
“لقد كان تشييع حاتم علي في دمشق الحزينة اليوم مجازاً هائلاً ومشهداً طويلاً ممسرحاً دون اتفاق ولا مخرج ولا ممثلين.
والقدسيّة كانت اليوم لـ”تمثيل” الوجه الأمثل للبلاد، بلاد سوريا العبقرية، المنتجة، الشغّيلة، العريقة، المثقفة، الشاعرية، الحنونة، الممتنة، التي ترفع سيف الأغاني والأشعار… وكأن كل هذه المقاطع التي رأيتها تحت عنوان:
“هؤلاء نحن وما خلا ذلك باطل”.
حاتم علي ممثل وكاتب ومخرج ومنتج سوريّ
من مواليد الجولان المحتل 2 حزيران 1962
بدأ حياته ككاتب مسرحيّ بالتعاون مع المخرج زيناتي قدسية، مع كتابة النصوص الدرامية والقصص القصيرة حيث نشر مجموعتين قصصيتين هما:
“ما حدث وما لم يحدث” و “موت مدرس التاريخ العجوز”.
حاصل على إجازة في الفنون المسرحية من المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق (قسم التمثيل) عام 1986. متزوج من الكاتبة السورية دلع الرحبي.
فاز بالعديد من الجوائز في بلده سورية وخارجها (كما في مهرجانات القاهرة والبحرين وتونس وغيرها)، عن أعماله التلفزيونية التي أخرجها مثل التغريبة الفلسطينية، عمر، صلاح الدين الأيوبي، صقر قريش، ربيع قرطبة، والزير سالم، والعديد من الأعمال الأخرى.
أخرج 25 عملاً تلفزيونياً ومثَّل في الكثير منها. خاض حاتم علي وهو من أبناء الجولان المحتل تجربة مشابهة لأحداث مسلسل التغريبة الفلسطينية حيث أمضى فترة زمنية وهو نازح في مخيم اليرموك، ولعلّ هذه التجربة بتفاصيلها انعكست على المسلسل، وأعطت المخرج المبدع القدرة على ترجمتها إلى عمل فني.
توفي في مصر بتاريخ 29 كانون الأول 2020م عن عمرٍ ناهز 58 عاماً، وذلك بسبب نوبة قلبية أصابته.
اترك تعليقاً