نص الوثيقة كما وردت:
إلى فخامة رئيس مجلس الوزراء الأفخم:
المعروض
لقد أجمع الفقهاء والمؤرخون على أن نهر العاصي ملك لأهل حماة وليس لغيرهم حق الاستقاء منه وقد أيدت ذلك الحكومة العثمانية مراراً بأعمالها عندما كان يحاول بعض إخواننا في حمص إحداث مجاري لأسقاء أراضيهم وأصدرت كثير من الفرمانات والأوامر بهذا الشأن غير أنه في هذا اليوم نرى الحال على عكسه فقد فتحت كثير من السواقي في حمص حتى أصبحت بساتين حمص لا تقل عن بساتين حماة ولم يكتف بذلك بل إن الحكومة قائمة على فتح أقنية تسقى منها أراضي شاسعة من قرب حمص غير عالمة أن إسقاء هذه الأراضي يئول حتماً إلى حرمان أراضينا من السقاية والقضاء على أملاكنا ولا نعرف حكومة من الحكومات ترضى لنفسها أن تسلب أصحاب الحقوق حقوقهم وتعطيها لغيرهم حتى في هذا العام جفّ كثير من بساتيننا وضعفت قوة طواحيننا ولم نتمكن من الاستفادة من موسم السقي لقلة الماء فضلاً عن أن نصف المدينة انقطعت آبارها ولم تعد قناة العاصي توصل إليها المياه لقلة ماء النهر كل ذلك وماء السد لم يصرف بعد إلى أراضي حمص المنوي اسقائها من جديد فنحن مع رغبتنا بإفادة إخواننا الحمصيين نعرض لكم بأننا لا نستطيع أن نرى إقامة غياض في حمص على أنقاض غياضنا وأخذ مائنا واسقاء أراض جديدة به وحرماننا من حق الشفه فضلاً عن السقاء فلذلك نرفع لمرجعكم العالي مطالبنا ملتمسين تحقيقها؟.
1- إسالة عشرين متراً مكعباً في الثانية إلى حماه هي الكمية التي لا يمكن أن يقل عنها ماء العاصي الوارد إلينا إذ لو قل لجفت بساتيننا ووضع ميزان لقياس هذا الماء في أولى أراضي حماة بعد أراضي قرية الرستن وفي آخر أراضي قرية الرستن من الجهة الشمالية بدئ أراض حماة.؟
2- اعتبار حقنا هذا في الدرجة الأولى باعتبار أننا من أصحاب الحقوق القديمة الراهنة وجعلها بشكل ممتاز حتى إذا قل الماء في سنة من السنين يكون لنا حق أخذ حقنا أولاً وما تبقى يأخذه أصحاب الأراضي الجديدة المنوى اسقائها؟ وهذا تشريع مفصل يحفظ حقنا.
3- إعطائنا نصف الماء المنوي أخذه من السد لأسقاء أراضي محددة واسالته إلى أراضي حماة إذ أن الذين ليسوا أصحاب حق أخذوا قسماً منه فلا أقل من مشاركة صاحب الحق لغيره.
ولنا الثقة بسماع شكوانا وإجابة مطالبنا لأنها شكوى المحق ولأن مطالبنا هي العدالة بعينها والأمر إليكم مولانا…
……….. 18 تشرين أول 1937
التواقيع:…………….
في مثل هذه الوثائق الطريفة البرهان الساطع والقوي على توأمة المدينتين حمص وحماه وعلى شدة التشابه بين أهالي المدينتين سواء في طريقة التفكير أو الطباع أو ردود أفعالهم الذكية.
اترك تعليقاً