التعبير الدائم عن الحبّ للطفل هو أساس التربية الناجحة، ونحن كأهل نكتفي في كثير من الأوقات بالحبّ المخفي الذي نُكنُّه لأطفالنا دون أن نظهره لهم، ظنّاً منا أنه لا داعي للقيام بأي فعل للتعبير عن حبنا لهم. ونعتقد أن تأمين الملابس والهدايا والمتطلبات المختلفة لهم هو كافٍ ليعبّر لهم عمّا بداخلنا. أو ربما بسبب الضغوط والالتزامات المترتبة علينا والتي تجعلنا ننسى أنه ينبغي أن نخبر أطفالنا بأننا نحبهم، وبالمقابل يبقى الطفل غير قادر على ترجمة هذا الحبّ وإدراكه.
لكن لا يكفي أن نحبّ أطفالنا بل يجب إظهار حبنا لهم، فالعطف والحنان الأبوي من الأمور الجوهرية التي يحتاجها الطفل والتي تحصّنه من آثار الحرمان العاطفي كما تساعد في بناء علاقة وطيدة مع العائلة.
أهم أسرار التربية الناجحة
●الوقت
ضيق الوقت، هذه شكوى معظم الآباء والأمهات، لكن عندما نعرف أن النتائج الإيجابية الناتجة عن قضاء وقت مع أولادنا لا تنتهي، عندها سنفكر كيف نخصّص وقتاً للعائلة بشكل يوميّ. فالطفل ينمو ويشعر بالأمان ويكتسب الخبرات كلما جالسناه ومازحناه ولاعبناه. فأغلى ما نقدمه لأولادنا هو الوقت. نسأل عنهم وعلى دراستهم، نقضي معهم وقتاً في اللعب والصلاة وقراءة الكتاب المقدس وأثناء ذلك يمكننا احتضانهم وتقديم كلمات الحبّ والتشجيع، فلا يوجد عند الطفل أغلى من الوقت لينعم به معنا.
●الحوار
الأب الحكيم القوي هو الذي يعطي أولاده فرصة التعبير عن الرأي ليبني شخصيتهم ويعلمهم فن صناعة القرار ومهارات العلاقة بالآخرين. ومن المفيد مناقشة بعض المواضيع مع أفراد الأسرة، بحيث يطرح كل فرد رأيه وفكره بحرية، وبهذه الطريقة نتعرف على أفكار أولادنا ونحللها ونتجادل حولها. والحذر كل الحذر من أن نستخف ونقلل من هذه الآراء مهما كانت بسيطة. هذا يزيد من الدفء العاطفي بالأسرة
●المكافأة بسخاء
المكافأة هي أقوى محرك للولد، فهي تُخرج منه أجمل ما فيه، وتلهب حماسه، وتنمي ثقته بنفسه، وتعزز في نفسه الحبّ والقبول من المحيطين به. أما أهمّ وأعظم هذه المكافآت هي المكافآت النفسية (العناق، المديح، الثناء الحار، التصفيق، إعلان الإعجاب به أمام أصدقائه وأقاربه)، هذا له أثر غير عادي على نفسيته.
تربية الأطفال أقدس رسالة يقوم بها الآباء والأمهات، وكلّ ولد فريد ومميز ويجب أن نكتشف مواهبه وهبات الله الموجودة فيه، ثم ندربه لينجح في استخدامها في هذه الحياة، والسبيل في بلوغ هذا الهدف في حياة أولادنا رحلة طويلة جداً تتطلب صبر وصلاة وطلب معونة الله وحكمته.
اترك تعليقاً