كلمة العدد الأول

المخاض العسير

حرب ظالمة، موت، تهجير، أمراض، تدمير، أزمة اقتصادية خانقة…
رغم هذه الصعوبات والتحديات أبينا أن نستسلم لثقافة الموت، وثقافة اليأس، أصرينا على البقاء والتقدم إلى الأمام وعدم التراجع والانكفاء والوقوف مستسلمين، تابعنا بهمة عالية مسيرة أجدادنا الذين نفخر بهم مؤسسي جريدة حمص العريقة، لنجدد شبابها اليوم عبر موقع إلكتروني لتعود إلى سابق عهدها، لسان حال أبناء مدينة حمص، وصلة الوصل بينهم وبين أقرانهم داخل وخارج حدود الوطن.

رغم كل الانهيارات التي تحيط بنا، استطعنا تجاوزها بعزم وتصميم لنعود بجريدتنا “حمص” عبر شبكة الإنترنت التي لا حدود جغرافية لها لتصل إلى كل حمصي، وسوري وعربي في أرجاء العالم كافة.

التحدي كان كبيراً جداً، والمسؤولية أكبر لأن جريدة حمص رمز من رموز الصحافة السورية وعلامة فارقة في تاريخ المدينة، أرشيفها الغني يحمل في طياته عبق التاريخ وأصالة وثقافة الأجداد.

ولكن رغم ذلك قبلنا التحدي وبدأنا العمل كفريق آمن بهذه الجريدة، وبضرورة استمرارها لأهميتها الوطنية قبل كل شيء، لأنها المنبر الإعلامي الذي اتسم بالشفافية عبر تاريخه، مما جعلها الأوسع انتشاراً داخل مدينة حمص وفي المغترب الحمصي والسوري بشكل عام.

جهد وسهر ومتابعة، لقاءات واجتماعات متواصلة، تواصل دؤوب مع كتاب ومفكرين وأدباء وصحفيين حمصيين، لأن الهدف تطوير رؤيتنا وصياغة مستقبلنا كمؤسسة إعلامية حديثة ومتطورة، والأهم لتبقى حمصية قبل كل شيء.

شكري وتقديري لكل من آمن بأهمية عودة جريدة حمص وعلى رأسهم صاحب السيادة جاورجيوس (أبو زخم) ميتروبوليت حمص وتوابعها للروم الأرثوذكس -صاحب الامتياز ورئيس التحرير- لدعمه ومتابعته وإيمانه العميق وثقته بفريق عمل الجريدة.

والشكر كل الشكر للمدارس الغسانية الأرثوذكسية الخاصة في حمص، التي كانت الداعم الأساسي لإطلاق جريدة حمص في ظل التحدي الأكبر الذي واجهنا وهو عدم وجود تمويل حتى تاريخه.

والكلمات تعجز عن شكر فريق شاب تعب وعمل بشكل تطوعي فقط لإيمانه باستمرار صدور جريدة حمص: الأب استيفانوس منصور، غنوة صائغ، الشماس نكتاريوس سعد، حنا ديب، كابي إبراهيم، ميشلين وهبي.

أتت ساعة الصفر اليوم ساعة ولادة العدد الإلكتروني الأول في سنة جريدة حمص الثانية عشرة بعد المئة، بعد توقف قسري استمر تسع سنين، آملين لجريدتنا الاستمرار لمئات سنين أخرى.

حمص مدينة جريحة ولكنها مدينة لا تموت ولن تموت.

عشتم وعاشت سورية وطناً حرّاً أبيّاً.

مرهف شهله

اترك تعليقاً