ثقافة

تأبين الزملاء الراحلين في اتحاد الكتاب العرب

لقد غيب الموت قامات أدبية عظيمة عملت في حقل الأدب والشعر والثقافة، وقدمت نتاج فكرها وعلمها وأدبها ثم رحلت، ووفاء وتقديرا للراحلين فقد أقام المكتب الفرعي لاتحاد الكتاب العرب في المركز الثقافي في حمص يوم الثلاثاء 6 تموز 2021، حفلاً تأبينياً لسبعة أشخاص رحلوا بعد أن تركوا بصمة جميلة في دنيا الثقافة والأدب، لقد غادرونا ورحلوا تاركين في القلب غصة الوداع.

بدأ الدكتور محمد الحوارني رئيس اتحاد الكتاب العرب كلمته بالحديث عن خسارة الساحة الأدبية والمعرفية لبعض رجالها من المثقفين والكتاب المبدعين في المشهد الثقافي والحقل المعرفي، كان الوداع لسبعة من الباحثين والأدباء والمترجمين والشعراء خلال مدة زمنية قصيرة في وقت كان الوطن فيه بأمس الحاجة لأمثالهم، وكل منهم يتحلى بسماته الخاصة به وكانوا أصحاب مدرسة في العلم والأخلاق والأدب الإنساني.

ثم أشارت رئيسة اتحاد الكتاب العرب فرع حمص السيدة الشاعرة أميمة إبراهيم بأن الاتحاد يضم أرواحاً ماتزال رغم الغياب تنشر عبق مودتها فتعزف الكمنجات لحن الحياة البهي، ويفيض الشعر بعطره ونقائه، وترقص الحروف في رياض الكلام، يا للفقد! كم هو موجع ومؤلم! وكم هي الدروب خاوية تشتاق فرسان الكلام الذين أعطوا وما بخلوا… فسلاماً لهم… سلاماً لأرواح زملائنا، تلك الأرواح التي ما زالت تحوم في فضاءاتنا…

وأردف أ. عبد النبي التلاوي قائلاً عن الشاعر شاكر مطلق بأن حمص فقدت في مجال الأدب والشعر ما لم تفقده دولة في أعوام، وخاصة شاكر مطلق طبيب العيون وشاعر الأسطورة. ثم ألقى قصيدة في تأبينه ذاكراً أدباء آخرين رحلوا مخلفين غصة، مثل الأستاذ محمد الخضر، والأستاذ الشاعر ممدوح السكاف.

أما المخرج والأديب تمام العواني فقد قال: “إن الكاتب محمد بري العواني علمه التواضع في حضرة المثقفين الحقيقيين. وكان صديق المسرح ويحمل في نفسه أحلاماً كثيرة، وحاز على جائزة أفضل ممثل بوزارة الثقافة، وأبى مغادرة واسطة العقد فكان عاشقاً لها ومتعلقاً بها، واعتبر نفسه حاملاً أمانة في عنقه لاستمرارية نادي دوحة الميماس، مشيراً خلال حديثه عن حبه للمسرح وضرورة عدم هجرانه لأنه حضارة وثقافة وتنوير”.

الأستاذ عطية مسوح ذكر كل الراحلين الأصدقاء الأعزاء، ثم تحدث عن الراحل أحمد راتب الحلاق وقال إنه كان يتحلى بالنبل والخلق الكريم، كما كان وفيا مهذباً محباً خلوقاً. وتطرق إلى كتبه ومنشوراته في البحث الفكري والنقد الأدبي.

والأستاذ مظهر الحجي تحدث عن ذكرياته مع صديقه الدكتور عبد الإله النبهان. ثم ألقى قصيدة حزينة، بدا فيها متأثراً بالغياب.

وقد تحدث الدكتور عبد الرحمن البيطار عن الدكتور اللغوي غازي طليمات بأنَّه كان أستاذاً في المدارس والجامعات والأدب ويعتبر الكاتب والشاعر والباحث والناقد والمحقق. وقد ترك أكثر من 50 كتاباً في الشعر والنثر والمسرحيات والتحقيق.

و رثت أ. لينا حمدان الراحل أ. محمد الفهد بقصيدة مؤثرة حزينة.

وأما كلمة أ.عيسى إسماعيل فكانت عن تأبين الدكتور المهندس علي الجراش، العضو الزميل، إذ ذكر مؤلفاته وأعماله، كما ذكر عمله الجامعي كمحاضر ورئيس قسم ونائب رئيس جامعة. وكان مثالاً في التواضع والأخلاق والخدمة العامة وكان فضلاً عن ذلك شاعرا مجيدا وعضوا في اتحاد الكتاب العرب.

ثم كانت كلمات للأستاذين رياض طبرة ومنير خلف، عضوي المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب.

والكلمة الاخيرة كانت للرفيق عبد المؤمن قشلق أمين شعبة المدينة الأولى لحزب البعث في “حمص”،  بتكليف من الرفيق عمر حورية أمين فرع حمص لحزب البعث العربي الاشتراكي.

قدم الحفل الشاعر الأستاذ إياد خزعل.

وفي تصريح لجريدة حمص تحدث الدكتور محمد الحوراني رئيس اتحاد الكتاب العرب، عن أهمية إقامة هذه الفعالية وأهمية المكرمين “لا شك أن إقامة تكريم كهذا يدل على اهتمام المؤسسات الثقافية والتربوية بالمبدعين والكتاب والأدباء عموما، وهذا يجب أن يكون الأساس والفيصل في عمل المؤسسات الثقافية جميعاً، لأن قامات كهذه يجب ألا تنسى، وأن تكون حاضرة حتى في المناهج التربوية والتعليمية، وحتى في الثقافة عموماً، يجب أن يكون نهجهم
وكتابتهم ديدنا تسير عليه الأجيال، وهذا ما يجب أن نعمل عليه كمؤسسات ثقافية.

ومدينة حمص تلعب دوراً مهماً في الفكر والثقافة والتعليم عموما، ونحن عندما نأتي إلى حمص لتكريم هذه الشخصيات والحديث عنها، فإنما لقناعتنا المطلقة بأنه يوجد الكثير في حمص، ويمكن أيضاً للجيل الجديد أن يحافظ على إرث هؤلاء الأدباء والمبدعين وهؤلاء الكتاب الذين رحلوا إلى العالم الآخر، لكن يجب أن يبقى أثرهم حاضراً فيما بيننا”.

عن الكاتب

هنادي أبو هنود

-إجازة في اللغة العربية.
-دبلوم دراسات عليا/لغوي.
-سكرتيرة تحرير جريدة حمص سابقا.
-مدققة لغوية في جريدة حمص حاليا.
-معلمة لغة عربية في الثانوية الغسانية.
-هواياتي الكتابة في الصحف والدوريات، والاهتمام بالمحاضرات والندوات الثقافية.
-صدر لي كتابان في الخاطرة والمقالة:
الأول بعنوان ومرت الأيام 2008، والثاني بعنوان كلام... كلام عام 2010.

اترك تعليقاً