ثقافة

الشاعر المغترب عادل ناصيف في رابطة الخريجين الجامعيين

أقامت رابطة الخريجين الجامعيين يوم الأربعاء 4 آب 2021 أمسية شعرية في مقر الرابطة، للشاعر المغترب الأستاذ عادل ناصيف.

حضر الأمسية رئيس وأعضاء الرابطة، والرفيق عفيف ناصيف عضو المحكمة الدستورية العليا، والرفيق سليمان الأبرش عضو مجلس الشعب.

ألقى شاعرنا عدة قصائد وطنية وغزلية واغترابية عبّر فيها عن حبه لأرضه ووطنه وتمسكه بها، فقد نظم قصيدة في دمشق على غرار قصيدة الشاعر أحمد شوقي:
“سلام من صبا بردى أرق..
ودمع لا يكفكف يا دمشق”
قال الأستاذ عادل في قصيدته:
“سلامٌ عاطر النسمات طلق
تحية عاشق ما فيه عقُ
بعثت إليك فيه نصف قلبي
عسى يرضيك نصفه يا دمشقُ
هنا الأبناء والأحفاد حولي
لهم فيه وفي عينيّ حقُّ
ما عجبٌ إذا نصّفتُ قلبي
فأنتِ وهم لكم في القلب عشقُ

ومنذ أول بيت شعري وحتى آخر كلمة، انطلق قلم شاعرنا المخلص مع صوته الوطني الصادق يصدحان في أرجاء الرابطة شعراً رقيقاً عذباً، يدخل إل  قلوب السامعين بصدقه وحسن انتمائه، وقد أكد ذلك في غير مرة:
هنا صهيل جيادي وازدهاء أبي
هنا يطيب لشعري البوح والغزل
إن لم تكونوا معي في كل قافية
تظل ناقصة في متنها خلل

وقد كتب قصيدة مؤلفة من 160 بيتاً تؤرخ ما حدث في سوريا عام 2011، إنها رسالة من شهيد، قرأ منها شاعرنا بعض الأبيات:
“أيا وطني تعشّق فيك قلبي
وعشق القلب إن صدق اكتواءُ
حروفي كالبروق لها وميض
فلا زلفى بهن ولا رياءُ

وقد قدم د.جودت إبراهيم شاعرنا معرّفا عنه: “الأستاذ عادل ناصيف من مواليد قرية الكيمة-حمص عام 1942.

في عام 1962 دخل جامعة دمشق طالباً في قسم اللغة العربية وآدابها وتخرج فيها، وبعد ذلك ذهب إلى تأدية الخدمة الإلزامية، وأثبت خلال وجوده في الخدمة الإلزامية قدرته على العمل في المجال الثقافي، وأسس وشارك في عمل مجلتين في تلك الفترة.

أمضى سبع سنوات في الجيش وكان أثناء ذلك ضابطاً لامعاً ثقافياً ومن الاشخاص الذين تعرفوا على القائد الخالد حافظ الأسد، وعلى الرئيس بشار الأسد.
خلال وجوده في الخدمة أثبت قدرته الشاعرية والوطنية، ولذلك نال الاحترام والتقدير.
بعد أن أدى الخدمة الإلزامية وتسرح، عُين مديراً لمدرسة في دمشق، ثم الموجه الأول لمادة اللغة العربية في وزارة التربية، ثم مديراً للمناهج في وزارة التربية، ونُدب إلى البحرين ليكون رئيسا لقسم اللغة العربية ووضع المناهج في البحرين، ثم عاد إلى سوريا وتابع مهامه في مجال التربية والتعليم كموجه أول، إلى أن أُحيل إلى التقاعد عام 2003.

كان مدير تحرير مجلة المعلم العربي، ومدير تحرير أكثر من مجلة.

وقد سافر أولاده إلى أميركا للدراسة في مطلع القرن الحادي والعشرين، ومع بداية عام 2011 لحق لأولاده في أميركا مع زوجته ليلى ناصيف. وخلال وجوده هناك كان سفير بلاده والناطق باسمها، والمدافع عن قضاياها وشعبها وجيشها. وتعرض بسبب ذلك من هؤلاء المغرضين الموجودين في أميركا، إلى محاولات عديدة لثنيه والإساءة إليه، لكن الأستاذ عادل لم يكلّ ولم يملّ.

وجل شعره وطني ينضح بالفنية والشاعرية والكلام المنمق الجميل، هو لا يكتب الشعر ولا ينظمه إنما يحيكه ويحبكه كما يحاك النسيج”.

وفي نهاية الأمسية أثير نقاش حول ماهية الشعر ومضمونه وأنه ليس أوزانا فقط، كما تم الحديث عن الشعر العمودي وشعر التفعيلة، فأبدى شاعرنا رأيه في الشعر من خلال الأبيات التالية:
ما الشعر عندي كلامٌ خط في ورق
ولا حروفٌ تآخت وانتهى الأدب
ولا ضروبٌ من الأوزان تحصره
ولا طويلٌ كما قالوا ومقتضب
الشعر خفقة قلب سال عاطفة
ودفقةٌ من صميم القلب تنسكب

وفي تصريح خاص لجريدة حمص التي تعنى بالاغتراب، بيّن الشاعر المغترب عادل ناصيف مكانة الوطن سوريا في قلبه:

“بيني وبين سوريا عشق سرمدي عاشه أجدادي، وعشته أنا، وسيعيشه أحفادي. سوريا مرآتي التي أرى وجهي بها وأرى وجه أبي، أنا وطنٌ لسوريا وسوريا وطني، سوريا علمتني أن أكون إنسانا كما أراد الله لي أن أكون، سوريا ترافقني أينما حللت وأنى ارتحلت، سوريا أرسلتني إلى العالم وقالت لي: أنت ياسمينة دمشقية في غربتك، أطلق عبيرها ونفح شذاها، دعه يجتاح روائح البارود في أديمهم، أنت وردة دمشقية دعها تغلّ في كل رابية، وفي كل منعطف وكل زاوية. أنت سلاحي الأخضر في غربتك وأنا بحاجة إليك، أنت ابني وأنا أمك. احفظ حليب الطفولة، وأنا حفظته يا أمي”.

عن الكاتب

هنادي أبو هنود

-إجازة في اللغة العربية.
-دبلوم دراسات عليا/لغوي.
-سكرتيرة تحرير جريدة حمص سابقا.
-مدققة لغوية في جريدة حمص حاليا.
-معلمة لغة عربية في الثانوية الغسانية.
-هواياتي الكتابة في الصحف والدوريات، والاهتمام بالمحاضرات والندوات الثقافية.
-صدر لي كتابان في الخاطرة والمقالة:
الأول بعنوان ومرت الأيام 2008، والثاني بعنوان كلام... كلام عام 2010.

اترك تعليقاً