لقد باتت حياتنا مكتوبة بالمختصر، متجلية بعلامات الاختصار، وغدت ضيقة ومقتصرة على الضروري واللازم لعدم قدرتنا على التوسع إلى الأرحب ..
طلابنا يدرسون بالمختصر، أو بالأحرى مختصر المختصر، كتبهم مدونات صغيرة تحمل أجزاء قليلة من الكتاب المصدر.
وأهدافنا مختصرة أيضاً، ومقتصرة على الضروري والنافع الذي يكفل تأمين المستقبل، ويسد مقتضيات الحياة في الواقع…
فباتت أحلامنا تنحصر في دراسة صغيرة نحقق بها مكسبا ماديا مريحا، ثم وظيفة مختصرة بغض النظر عن طموحاتنا وأحلامنا في سبيل تأمين لقمة العيش، ثم الارتباط مع شخص يستطيع أن يساعدنا في الحياة…
لم نعد نعيش أحلامنا كالسابق، فالهواية مقيدة، والدراسة مقتصرة على سطور في مادة لا نجني منها سوى النجاح فقط، ولا ننطلق منها إلى رحاب العلم.
همنا أن نمضي يومنا في التسلية والابتعاد عن بذل الجهد، والتأكيد على اللازم والضروري، حتى باتت حياتنا تشبه ملخصات الطلاب التي يدرسونها ويحشرونها -على قلتها- في عقولهم التي تعشق التسلية واللهو، لا المغامرة واقتحام المجهول.
لقد بتنا نعيش في تعقيد مختصر، يحاول جهده أن يختصر كل شيء في حياتنا نحو الأسهل.
إنني أخشى أن يتحول كل شيء حولنا إلى مختصرات معدة مسبقا، أو أن تتعامل سنوات أعمارنا مع بحث الاختصار…
اترك تعليقاً