ثقافة

“خواطر قد تسرّ الخاطر” محاضرة للدكتور “قصي الأتاسي” في الملتقى الثقافي اليسوعي

عبر ساعة ممتعة من الومم قضاها الحضور مع أربع خواطر، وبأسلوب أدبي راقٍ وممتع، ألقى الدكتور “قصي الأتاسي” يوم الثلاثاء 19/تشرين الأول 2021 أمسية أدبية بعنوان “خواطر قد تسر الخاطر” وذلك في الملتقى الثقافي اليسوعي، وبحضور عدد من الأدباء والشعراء والمهتمين بالشأن الثقافي.

في البداية عرّف د.أتاسي الخاطرة وأظهر الفرق بينها وبين المقالة، فالخاطرة موضوعها حياتي واجتماعي راهن، يقدمها كاتبها برفق وسهولة، بالإضافة إلى الخفة والسرعة والرشاقة.
وما يميز الخاطرة أنها لا تطول كما تطول المقالة، وهي على الأغلب لا تشغل إلا عمودا أو عمودين، وأسلوبها سهل عذب رشيق، وكاتب المقالة يجب أن يكون سريع البديهة خفيف الظل.
وقد ذكر بعضا من كتاب الخاطرة مثل: محمد الماغوط، زكريا تامر، الأخوان مواهب وحسيب الكيالي، نجاة قصاب حسن…

وقد تضمنت المحاضرة مجموعة من الخواطر نشرها الدكتور الأتاسي في الصحف السورية، حملت عناوين: “ماذا ومتى؟”، و”الدبلان والمتنبي”، و”خواطر دائرية”، و”مدير الناحية والعفاريت”.

شرح في الخاطرة “ماذا ومتى؟” ما نقرأ، ومتى نقرأ؟ فنحن مطالبون بالفرز والانتخاب، ثم طرح سؤالا مهما هو (لماذا لا نقرأ؟)..

وفي الخاطرة الثانية “الدبلان والمتنبي أوضح كيف دخل المتنبي في منافسة ظالمة عندما أطلق اسمه على الشارع الذي يصل بين الساعة الجديدة ومقهى الدبلان، فاختار الناس اسم الدبلان بديلا عن شاعر العربية مالئ الدنيا وشاغل الناس (المتنبي).

في الخاطرة الثالثة التي حملت اسم “خواطر دائرية” أظهر أتاسي أن الدائرة هي الكمال والغنى ليس لها أول ولا آخر، هي المسيرة الحياتية الخالدة من ميلاد وحياة وموت عند الإنسان والحيوان والنبات. ثم رصد كثيرا من الظواهر التي تتخذ شكلا دائريا مثل: الرحى ودائرة المعارف وخاتم الزواج والدورات التعليمية ودورات الطباعة والدوران في حلقة مفرغة…وأمنا الأرض التي تدور، وحولها الأفلاك تدور..

أما الخاطرة الثالثة فحملت عنوان “مدير الناحية والعفاريت” صوّر فيها كيف عزل وزير الداخلية، مدير الناحية لإيمانه بالخرافات والأوهام وتصديقه لوجود الأشباح، ولخطئه في اللغة العربية عندما قال: “رأيت بأن عيني شبحين كانا يلعبين” فعامل الفعل المضارع الذي هو من الأفعال الخمسة معاملة الاسم المثنى ونصبه بالياء والنون.
وكانت إحدى التعليقات الذكية: لو أن كل وزير سلك هذا المسلك فسرّح الذين يؤمنون بالخرافات، ويعانون ضعفا في لغتهم القومية، فكم يبقى من الموظفين على رأس عملهم؟؟!!…

وفي تصريح لجريدة حمص ذكر د.أتاسي أن الخاطرة هي بنت المقالة، وأنها مظلومة على الساحة الأدبية لأن الظروف الراهنة هي ضد الأدب الحقيقي، ضد الشعر وكل الأنواع الأدبية ومن جملتها الخاطرة، ومع الأسف قلّ كتّاب الخاطرة قلة محزنة، ولذلك ندر أن نرى خاطرة تبلّ الخاطر.

يذكر أنّ الدكتور “قصي الأتاسي” ولد في مدينة حمص، وحصل على إجازة في اللغة العربية عام ١٩٥٣ في دمشق، وبعدها شهادة الدبلوم التربوي، ودرّس في جامعة البعث لسنوات عديدة.

عن الكاتب

هنادي أبو هنود

-إجازة في اللغة العربية.
-دبلوم دراسات عليا/لغوي.
-سكرتيرة تحرير جريدة حمص سابقا.
-مدققة لغوية في جريدة حمص حاليا.
-معلمة لغة عربية في الثانوية الغسانية.
-هواياتي الكتابة في الصحف والدوريات، والاهتمام بالمحاضرات والندوات الثقافية.
-صدر لي كتابان في الخاطرة والمقالة:
الأول بعنوان ومرت الأيام 2008، والثاني بعنوان كلام... كلام عام 2010.

اترك تعليقاً