ثقافة

الأمير مِجْوِل والأميرة جين دغبي

ضمن النشاطات الثقافية، أقامت رابطة أصدقاء المغتربين محاضرة يوم الأربعاء 13 نيسان 2022 بعنوان ” الأمير مِجْوِل” قدمها المهندس جورج فارس رباحية.
تحدث فيها عن الأميرة الإنكليزية جين دغبي التي أحبت الأمير مِجْوِل وتزوجته.

فالأمير مِجْوِل أمير عشيرة السْبَعَة وهي موجودة في البادية، وكل عشيرة تنقسم إلى فرق أو عائلات، وعائلة المصرب هي المسيطرة على المنطقة وكان رئيسها الأمير مِجْوِل.

وكانت هذه العائلة تجلب السياح من الشام وحمص وتتقاضى 15 ليرة ذهبية عن كل سائح، إذ توصلهم وتتجول معهم وتعرفهم على المعالم الأثرية.

وذات مرة كان من بين السياح أميرة إنكليزية اسمها جين دغبي، كانت تتجول في تدمر وبينما كان الأمير مِجْوِل يعرّفها على الآثار جاءت جماعة لتهاجم الوفد فاعتقدت الأميرة أنهم قراصنة وخافت، لكن الأمير طمأنها ودافع عنها وكان شجاعاً، فدحر القافلة وكان هذا سبباً في إعجابها به، فأحبته وبعد ذلك تزوجا وعاشت معه في تدمر سنة ثم انتقلت إلى حمص وسكنت معه في رأس المقيصلة (قرب المستوصف الغساني) وكان ذلك عام 1867 ، ثم أرادت أن تخرج من حمص القديمة فاشترى لها بستاناً يمتد بين مطعم شكسبير (التوليدو سابقا) وغرفة التجارة، وكان بستاناً مليئاً بالشجر المثمر وفيه بئر ومروحة هواء.

وقد سكنت فيه ثلاث سنوات لينتقلا بعد ذلك إلى دمشق.

والجدير بالذكر أنه بعد أن تركا حمص، اشترى البستانَ والبيت، السيد محمد نجيب بن الحاج عبد المجيد الرفاعي، وأقام في الطرف الغربي منه مقهى (المنظر الجميل) شرق مقهى التوليدو أو شكسبير حالياً.

وبعد أن انتقلا إلى دمشق اشترى لها الأمير بستاناً آخر وعمّر لها فيه غرفاً كبيرة للزوار والسياسيين.

وعاشت الأميرة معه ثلاثين سنة حتى توفيت في 11 آب عام 1881 بمرض الكوليرا، ودفنت في مقبرة البروتستانت بدمشق وكتب على قبرها “مدام دغبي المصرب”.

لقد ترك لها حريتها الدينية فلم يتدخل بحياتها ولم تغير اسمها، وقد أحبت الأمير وأحبها وكانت ودودةً معه.

كانت محاضرة ممتعة أضاءت جانباً مهماً في تاريخ حمص لا يعرفه جيلنا الحاضر.

عن الكاتب

هنادي أبو هنود

-إجازة في اللغة العربية.
-دبلوم دراسات عليا/لغوي.
-سكرتيرة تحرير جريدة حمص سابقا.
-مدققة لغوية في جريدة حمص حاليا.
-معلمة لغة عربية في الثانوية الغسانية.
-هواياتي الكتابة في الصحف والدوريات، والاهتمام بالمحاضرات والندوات الثقافية.
-صدر لي كتابان في الخاطرة والمقالة:
الأول بعنوان ومرت الأيام 2008، والثاني بعنوان كلام... كلام عام 2010.

تعليق واحد

اترك تعليقاً