أخبار الأبرشية

الشباب والعائلة في الأزمنة الصعبة

ببركة صاحب السيادة جاورجيوس أبو زخم، أقام مكتب التعليم الديني يوم الخميس 7 نيسان 2022 في كاتدرائية الأربعين شهيداً، حديثاً روحياً “بعنوان الشباب والعائلة في الأزمنة الصعبة” قدّمه صاحب السيادة أنطونيوس (الصوري) ميتروبوليت زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس.

في البداية تحدث سيادة المطران عن التحديات التي تواجهها العائلة المسيحية في هذا الزمن الصعب على صعيد الحياة والفكر والتحرر الجنسي وروح الفردية؛ فقد ضَعُفت العائلة في الغرب وضُرب دور المرأة كأمّ وتحولت إلى المساواة مع الرجل في المجتمع والعمل، وأغفِل دورها الفعال في العائلة.

أما الأولاد فصاروا يتركون عائلاتهم ويستقلون عنهم، فانفرط الرباط العائلي الذي هو أساس المجتمع.

بالإضافة إلى التحديات التكنولوجية الأخرى التي تواجهها العائلة كوسائل التواصل الاجتماعي؛ حيث يبني الأولاد علاقات مع أشخاص لا يعرفونهم وليس بينهم عيشٌ مشترك..

أيضا يوجد ضغوطات أخرى على العائلة هي ضغوطات نفسية سببها الوضع الاقتصادي الحالي..

والسؤال المطروح هو: كيف سيواجه الإنسان المسيحي هذه التحديات، ويتحمّل هذه الضغوطات بدون إحباط أو قلق؟

في القرون المسيحية الأولى كان المسيحيون يواجهون الاضطهادات والموت بكل شجاعة وإيمان، وكانت المسيحية تزداد وتنتشر..

وكان بولس الرسول يروي لنا خبرته مع الرب وقد اضطُهِد كثيراً واحتمل صعوبات كبيرة بصبر وإيمان.

ونحن الآن يجب أن نواجه تحديات العصر التي نعيشها الآن ونختبر حضور الله في حياتنا دون أن نقع في ضيق أو حزن بل يجب أن نتحلى بالصبر “عالمين أن الضيق ينشئ صبراً، والصبر تزكية، والتزكية رجاء، والرجاء لا يخزي”.

 

يجب أن نواجه الضيقات كجماعة والتعزية هي وجودنا مع بعضنا…

 

فالتحدي الكبير الذي تواجهه العائلة كيف تكون مكاناً لتجلي الملكوت؟

يجب أن نحب الآخر ونسعى إليه بمحبةٍ مسيحية دون أنانية، ونساعد ونطيع بعضنا لأجل البنيان.

الإيمان ليس فلسفةً أو كلاماً، فيجب أن نحب بعضنا ونقوي العلاقات في العائلة، سواء علاقة المرأة بالرجل أم علاقة الأهل بالأولاد.

وفي النتيجة ليس لنا ملجأ سوى نعمة ربنا، فيجب أن نعيش مع الله بسلام وثقة ولا نضطرب، وإذا كنا متكلين عليه نعيش برضاه وبرّه. عندئذٍ نجد البركات تأتي ولا نحتاج بعد ذلك شيئاً “اطلبوا أولا ملكوت الله وبره وهذه كلها تُزاد لكم”.

كما أنه لا يمكن تخطي الصعوبات إلا كجماعة فيها وحدة بين أعضائها. والأزمة التي نعيشها -رغم صعوبتها- هي فرصة حتى نتقدّس. وكل إنسان يحب أن يخرج من نفسه ويفكر بغيره، ويتعلم أن يتكل على الله، ويحتمل الآخر، عندئذٍ سنعبر الضيقة ونحن أقوياء ولدينا فرحٌ وتعزية، ونكون نورا في العالم.

كان الحديث الروحي غنياً رغم هذه البساطة التي تحدث بها سيادة المطران. فما أحوجنا إلى التعزية في هذا الزمن الصعب؟!.. إن الاتكال عليه يهوّن الصعوبات…

أعقب المحاضرة تساؤلاتٌ ومداخلاتٌ عديدة من الحضور أجاب عنها سيادته ببساطة ومحبة وشفافية.

تصوير: كابي ابراهيم

عن الكاتب

هنادي أبو هنود

-إجازة في اللغة العربية.
-دبلوم دراسات عليا/لغوي.
-سكرتيرة تحرير جريدة حمص سابقا.
-مدققة لغوية في جريدة حمص حاليا.
-معلمة لغة عربية في الثانوية الغسانية.
-هواياتي الكتابة في الصحف والدوريات، والاهتمام بالمحاضرات والندوات الثقافية.
-صدر لي كتابان في الخاطرة والمقالة:
الأول بعنوان ومرت الأيام 2008، والثاني بعنوان كلام... كلام عام 2010.

اترك تعليقاً