تاريخ

شهداء 6 أيار 1916

عيد الشهداء مناسبة وطنية يحتفل بها في السادس من أيار من كل عام في كل من سوريا ولبنان. وسبب اختيار التاريخ هي أحكام الإعدام التي نفذتها السلطات العثمانية بحق عدد من الوطنيين السوريين في كل من بيروت ودمشق إبان نهاية الحرب العالمية الأولى ما بين فترة 21 آب 1915 وأوائل 1917. واختير يوم 6 أيار إذ إنّ عدد الشهداء الذين أعدموا في هذا اليوم من عام 1916 هو الأكبر عددا.

منذ أن عطل السلطان عبد الحميد الثاني العمل بالدستور سنة 1876، بدأت العناصر التركية والعربية المطالبة بإعادة العمل به، وكان لجمعية الاتحاد والترقي دور كبير في رضوخ السلطان لهذا المطلب، وذلك سنة 1908م مما أدى إلى ازدياد نفوذ هذه الجمعية وشعبيتها.

وظن العرب خيراً بهذا الانقلاب، إلا أن خيبة الأمل وقعت عندما جرت الانتخابات، وعملت جمعية «الاتحاد والترقي» على إنجاح مرشحيها، كما سعت إلى إقصاء العرب عن وظائفهم.

وكان لعزل السلطان عبد الحميد وتعيين السلطان رشاد مكانه عام 1909 فرصة للجمعية لتحكم البلاد حكماً استبدادياً، فقامت بحلّ الجمعيات غير التركية، عندئذ كان لا بد للعرب من المجاهرة بمطالبهم، فعقدوا مؤتمر باريس، المنبثق عن «الجمعية اللامركزية» المكونة في مصر، للمطالبة بالإصلاح.

وكان إعلان الحرب العالمية الأولى، ودخول تركيا الحرب مع ألمانيا، واتهام بعض القادة العرب بالاتصال بإنكلترا وفرنسا المناوئتين لتركيا، فرصةً للاتحاديين لفرض سياسة الإرهاب على الأصعدة كافة، وذلك عن طريق جمال باشا السفاح[ر] الذي عُيّن والياً على بلاد الشام وقائداً للقوات العثمانية فيها، وقد تظاهر جمال باشا بالتقرب من الاستقلاليين، وكان في الوقت نفسه يسعى للاطلاع على أسرارهم تمهيداً للبطش بهم.

وظهرت نوايا السفاح على حقيقتها يوم أن عقد «الديوان العرفي» في عاليه (لبنان)، وحاكم من خلاله عدداً من القادة العرب، وقضى بإعدامهم شنقاً، وذلك في يوم واحد هو الرابع من رجب 1334هـ الموافق للسادس من أيار 1916م. فأعدم ثلاثة عشر منهم في ساحة البرج في بيروت، وأعدم سبعة منهم في ساحة المرجة في دمشق.

إثر اكتشاف السلطات العثمانية وثائق يطالب فيها وطنيون سوريون من الإنكليز والفرنسيين بالتخلص من الحكم العثماني إما بالالتحاق بالثورة العربية أو بالطلب من الفرنسيين احتلال لبنان، أقام والي الشام العثماني جمال باشا محكمة صورية في عاليه في جبل لبنان وأصدر أحكاماً بالإعدام على عدد من الوطنيين في دمشق وبيروت.

نفذت أحكام الإعدام شنقاً على دفعتين: واحدة في يوم السبت 21 أب 1915 وأخـــــــرى يوم السبت في 6 أيار 1916 في كل من ساحة البرج في بيروت، فسميت ساحة الشهداء، وساحة المرجة في دمشق ، بجريمة الخيانة العظمى .

لقد كان هؤلاء الشهداء الشرفاء يريدون الحرية لبلادهم من حكم الطغاة العثمانيين.

شهداء 6 أيار 1916 في دمشق:
1-رفيق بن موسى رزق سلوم (1891ـ 1916) ولد في مدينة حمص، دخل المدرسة الإكليركية ونال شهادتها ليكون راهباً في المطرانية الأرثوذكسية، لكنه خلع ثوب الرهبانية، وسافر إلى الأستانة لدراسة الحقوق، وهناك بدأ يكتب المقالات الداعية إلى الإصلاح، وكان من المساهمين في إنشاء النادي العربي في الآستانة. اتهم بكتابة الأشعار التي تحث على الاستقلال، وأنه من أعضاء اللامركزية. وفي يوم تنفيذ الحكم قال شاهد عيان على إعدام رفيق رزق سلوم وهو الجنرال ( علي فؤاد أردن ) رئيس أركان الجيش الرابع :
(( سار إلى المشنقة بخطوات ثابتة سريعة ، فما إن تلقّاه المأمور الذي تولّى شنقه حتى رمى طربوشه إلى الأرض ، فصاح به غاضباً ردّوا الطربوش ، لا يحق لكم أن ترموه إلى الأرض ، فأذعنوا لطلبه ووضعوه على رأسه .. ولم يلحظ آنئذ أن الطربوش تلطّخ بالتراب ، ثم صـــاح بهم نظفوا طربوشي من الغبار … كنت أمعن النظر في هذا الشاب الذي أبدى من الشــــجاعة ورباطة الجأش ما يُحيّر العقول )) .

مؤلفــات الشهيد : ـ رواية ( أمراض العصر الجديد ) ـ كتاب ( حياة البلاد في علم الاقتصاد )
ـ كتاب ( حقوق الدول ) ـ مجموعات شعرية

دُفِن في المقبرة الأرثوذكسية بدمشق .

2-عبد الحميد بن محمد شاكر الزهراوي (1871ـ 1916): ولد في مدينة حمص، وأصدر فيها جريدة (المنبر). انتخب عن حمص نائباً في مجلس «المبعوثان»، أصدر في الأستانة جريدة (الحضارة). انتخب رئيساً للمؤتمر الذي عُقد في باريس لمطالبة الحكومة التركية بالإصلاحات. اتهم بمعارضته لحزب (الاتحاد والترقي) وبتأسيسه حزب (الحرية والائتلاف) ودوره في رئاسة جمعية (اللامركزية). ـ صدر عن وزارة الثقافة عام 1995 الأعمال الكاملة لعبد الحميد الزهراوي : إعداد وتحقيق الدكتور عبد الإله النبهان

إصدارات ومؤلّفــات الشهيد :ـ جريدة ( المنبر ) السرية سنة 1894 ـ جريدة ( الحضارة ) الأسبوعية سنة 1910 ـ رسالة الفقه والتصوّف .ـ كتاب خديجة أم المؤمنين . دفن في مقبرة الشهداء بدمشق

3-شفيق بن أحمد المؤيد العظم (1857ـ 1916): ولد بدمشق، وتلقى دراسته في عينتورا (لبنان) عُيّن مترجماً في الباب العالي. ألف جمعية «الإخاء العربي»، كما انتخب نائباً في البرلمان التركي عن دمشق. اتهم بالاتصال بالفرنسيين.

4-عمر بن عبد القادر الجزائري (1871ـ 1916): ولد بدمشق، وكان من المتمسكين بالقومية العربية. اتهم بالمطالبة بالإصلاح واللامركزية، وبالاتصال مع قنصل فرنسا.

5-شكري بن علي العسلي (1868ـ 1916): ولد بدمشق، تخرج في المكتب الملكي الشاهاني في الآستانة. انتخب نائباً عن دمشق، كان من أوائل المعارضين للاتحاديين ببيع أراضٍ فلسطينية لليهود. اتهم بالانتماء إلى اللامركزية، والسعي إلى الانفصال عن الدولة العثمانية.

6-عبد الوهاب بن أحمد الإنجليزي المليحي (1878ـ 1916): ولد في قرية المليحة من غوطة دمشق، تابع دراسته في المدرسة الملكية الشاهانية في اسطنبول، استقال من خدمة الدولة ليبدأ حياته السياسية. اتهم بالانتماء إلى اللامركزية.

7-رشدي بن أحمد الشمعة (1865ـ 1916): ولد بدمشق، تلقى دراسته العالية في اسطنبول، انتخب نائباً عن دمشق. اتهم بإلقائه المحاضرات التي تحض على الاستقلال واشتراكه في تشكيلات الجمعية اللامركزية.

شهداء 6 أيار 1916 في بيروت:
ــ بترو بن بترو باولي (1886ـ 1916) ــ جرجي بن موسى حداد (1880ـ 1916) ــ سعيد بن فاضل بشارة عقل (1888ـ 1916) ــ جرجي بن موسى حداد (1880ـ 1916) ــ سعيد بن فاضل بشارة عقل (1888ـ 1916) ــ عمر بن مصطفى حمد (1893ـ 1916) ــ عبد الغني بن محمد العريسي (1891ـ 1916) ــ عارف بن محمد سعيد الشهابي (1889ـ 1916) ــ أحمد بن حسن طبارة (1871ـ 1916) ــ توفيق بن أحمد البساط (1888ـ 1916) ــ سيف الدين بن أبي النصر الخطيب (1888ـ 1916) ــ علي بن عمر النشاشيبي ( ـ 1916 ) ــ محمود جلال بن سليم الآمدي البخاري (1882ـ 1916) ــ سليم بن محمد سعيد الجزائري الحسني (1879ـ 1916) ــ أمين لطفي بن محمد عيد قسومة الحافظ (1880ـ 1916) .

عن الكاتب

جورج فارس رباحية

جورج فارس رباحية من مدينة حمص، أب لأربعة أولاد.
مهندس زراعي متقاعد.
خبير محلّف لدى المحاكم.
لي كتاب أمثال حمص الشعبية.
هواياتي كتابة مقالات تاريخية، أدبية، زراعية، دينية، توثيق آثار حمص والأوابد السياحية في سوريا.

اترك تعليقاً