أدب وفكر

في الحافلة

ركبت الحافلة المعتادة للذهاب إلى عملي، لأنني أضطر أحياناً أن أحشر نفسي في علبةٍ صغيرة تسمى (سيرفيس) حتى أصل باكراً إلى مواعيدي، وأوفر على نفسي عناء الوقت والجهد والمشي والتنقل…

وعادة تكون الرحلة قصيرة جميلة رغم كثرة الراكبين في الحافلة، وأحيانا تكون أطول عندما يكون المكان أبعد، لكنني أحرص على أن أعود باكراً قبل أن يحل المساء..

وذات يوم اضطررت أن أتأخر قليلاً حين بدأ المساء يلقي بنفسه على جدران الأسواق والطرقات، وقبل أن يتحول إلى ليل مظلم، فصعدت الحافلة او (السيرفيس) كعادتي، واضطر السائق أن يشعلَ الأضواء في هذا المركب الصغير، فإذا بالمكان قد أضيء فجأةً، وإذا بصوت طفل صغير أطلقه معبِّراً عن فرحته: بابا… لقد جاءت الكهرباء….

ضحك الجميع لبراءة هذا الطفل الصغير، أو ربما لسعادتهم برؤية الضوء .. فنحن شعب عاش بلا كهرباء ومجرد شرارة صغيرة كفيلةٌ بإسعادنا أو إسعاد طفلٍ صغير…

عن الكاتب

هنادي أبو هنود

-إجازة في اللغة العربية.
-دبلوم دراسات عليا/لغوي.
-سكرتيرة تحرير جريدة حمص سابقا.
-مدققة لغوية في جريدة حمص حاليا.
-معلمة لغة عربية في الثانوية الغسانية.
-هواياتي الكتابة في الصحف والدوريات، والاهتمام بالمحاضرات والندوات الثقافية.
-صدر لي كتابان في الخاطرة والمقالة:
الأول بعنوان ومرت الأيام 2008، والثاني بعنوان كلام... كلام عام 2010.

اترك تعليقاً