أدب وفكر

بستان ورود…!!…..

التقيته ، مع مجموعة من الأصدقاء، في مبنى التلفزيون العربي السوري ، في مساء يوم صيفي، وتحدثنا عن أغنية ( لزرعلك بستان ورود) التي حصدت شهرة كبيرة ، جعلته من أشهر المغنين في تلك الفترة، قبل عدة عقود.

وبعد اللقاء بأسبوع كتبت مقالاً – عن فؤاد غازي رحمه الله ولقائي به ،وعن أغنيته السالفة الذكر وعندما أرسلت له نسخة من عدد الصحيفة ليقرأ المقال عاتبني لأنني لم أذكر اسم الشاعر حسان يوسف، وكلما استمعت لفؤاد غازي رحمه الله، شعرتُ بالتقصير والأسف لأنني لم أذكر اسم كاتب كلمات الأغنية .

قبل أيام رحل عنا الشاعر حسان يوسف، عضو اتحاد الكتاب العرب، وكاتب كلمات الأغنية المشهورة (لزرعلك بستان ورود) التي أهداها لابنته البكر كندة، كما أهداها كتابه الشعري (كندة) وهو ضابط سابق في الجيش العربي السوري وأصيب في حرب تشرين التحريرية، وقد ولد في قرية /عوينة الريحان/ في محافظة اللاذقية، وعندما التقى فؤاد غازي /1955-2011/ الشاعر حسان يوسف بدمشق في ثمانينيات القرن الماضي تلقف القصيدة وجاء بها إلى الملحن عبد الفتاح سكر (1930-2008) وغدت من أشهر أغنيات تلك الفترة وما يزال لها صدى وتأثير في النفوس .

ولعلي في هذا المقال أستدرك التقصير فأترحم على الشاعر حسان يوسف كاتب كلمات الأغنية وأتخلص من عبء الشعور بأنني ظلمته لأنني لم أذكر اسمه، والاعتراف بالخطأ فضيلة .

أغنية واحدة جعلت من حسان يوسف اسماً معروفاً ، وقبله بسنوات عديدة حصل الأمر مع الشاعر اللبناني جورج جرداق (1931-2014) الذي كتب قصيدة (هذه ليلتي) ولحنها محمد عبد الوهاب وغنتها أم كلثوم .

ففي إحدى ليالي صيف 1968 كانت أم كلثوم تقيم أثناء زيارتها إلى لبنان في فندق (ضهور الشوير) في جبل لبنان ، وهناك التقت جورج جرداق ، وقد خاطبته بقولها (متى سأغني من كلماتك ياجورج؟) وأجاب بدهشة (إنها ليلة العمر أن تغني لي وهذا حلم حياتي..) فأجابت (ماتقوله يصلح مطلعاً للقصيدة ).. وبعد ساعتين كانت القصيدة أمام أم كلثوم التي أعطتها لمحمد عبد الوهاب، الذي يقال إنه بكى تأثراً وهو يلحنها ..!!.

جورج جرداق يقول إنه يكفيه شهرةً أنه كاتب كلمات أغنية ( هذه ليلتي..!!) وهي القصيدة الوحيدة المغناة له .

ولعلني أعرج على كاتب كلمات أغنية /أغداً ألقاك/ للشاعر السوداني (الهادي آدم) – (1927-2006) الذي كان طالباً في جامعة عين شمس المصرية وأحب فتاة مصرية ولكن رفض أهلها تزويجها له ..

وعاد إلى السودان وكان حزيناً مهموماً عندما جاءت البُشرى أن والد حبيبته وافق على تزويجه ابنته، فأخذ القلم وكتب (أغداً ألقاك) التي سمعت بها أم كلثوم فأعطتها لمحمد عبد الوهاب فلحنها وصار اسم (الهادي آدم) على كل شفةٍ ولسان.

يبقى اسم كاتب الأغنية الأقلَّ شهرة ، وربما ينساه الناس، أما الشهرة فهي للمغني أو المغنية ، وهذا حالنا وحال غيرنا من الشعوب، علماً أن الأغنية عمادها الكلمات !!.

عيسى إسماعيل

اترك تعليقاً