سبت الأموات ويقع في مناسبتين :
الأوّلى : يقع قبل أحد مرفع اللحم أو ما يعرف بأحد الدينونة . لأنَّ الدينونةَ مرتبطةٌ باللهِ وحدَه والكنيسةُ تصلّي على الرجاء. والدينونة تعني مجيء المسيح الثاني ، ولأن أمواتنا لم يخضعوا للدينونة بعد ، نذكرهم في الصلاة طالبين لهم الراحة ورحمة الله العظمى اللامتناهية ، كما نذكّر في الوقت ذاته أنفسنا بالتوبة. فتدعونا الكنيسةُ إلى ذكرى عامةٍ لجميعِ الذين “رقَدوا على رجاءِ القيامةِ المجيدةِ والحياةِ الأبديّة “.
الثانية : وهو السبت الذي يسبق أحد العنصرة مباشرةً. هذا السبت مرتبط بالروح القدّس الذي هو الحياة والنعمة والقداسة. وفيه تطلب نعمة الروح القدس للراقدين لتعزيتهم وراحتهم.
يقول السيد المسيح : (( أنا هو القيامة والحياة . من آمن بي ولو مات فسيحيا ، وكل من كان حياً وآمن بي ، فلن يموت إلى الأبد)) ( يوحنا 11 : 25 )
لأن أمواتنا لا يموتون .لأن سيد الحياة ومصدرها ، تجسّد، أبطل الموت بموته. لأننا أناس قيامون نصلي مع أمواتنا ولهم ، نحن في المسيح جميعنا واحد .
الصلاةُ من أجلِ الراقدين من صُلبِ الإيمانِ المسيحيّ ، وحياةُ الإنسانِ لا تنتهي مع تحلُلِ جسمِه التُّرابيِّ وانفصالِ روحه عن جسدِه ، بل يستمرُّ الإنسانُ حيًّا بالروح بانتظارِ القيامةِ العامّة : ((لا تتعجّبوا من هذا ، فإنّه تأتي ساعة فيها يسمَع جميعُ الذين في القبورِ صوتَه ، فيخرجُ الذين فعَلوا الصالحاتِ إلى قيامةِ الحياة ، والذين عمِلوا السيئاتِ إلى قيامةِ الدينونة)) (يوحنا 5 : 28 ـ 29)
لا موت في المسيحيّةِ بل رقادٌ وانتقالٌ إلى حياةٍ أبديّة، من هنا نَدعوهُ سبتَ الراقدين. لهذا تُقيم الكنيسة الأرثوذكسيّة تذكاراً للراقدين على رجاء القيامة المجيدة مرّتين في السنة ،
رحم الله جميع الراقدين وليكن ذكرهم مؤبداً.
اترك تعليقاً