آراء حرة

دارٌ تُبكي غائبها … برحيل كوكبة من أهم مبدعيها

أغسطس الحزين ربما هذا هو التوصيف الأصح له، هذا الشهر الذي أخذ معه أربعة من أهم المبدعين السوريين، نعم لقد كان وقعه حزيناً لدرجة كبيرة ففي البداية ودعتنا صاحبة أهم مسيرةٍ فنيةٍ في تاريخِ الدراما السورية ( أنطوانيت نجيب ) التي قدمت أعمالاً لا تُعد ولا تحصى، فهي ركيزة (الفصول الأربعة) الذي يعد من أهم الأعمال الاجتماعية السورية، والتي أبدعت بأداء الدور الذي أُوكل لها (نعيمة) فمن من لا يذكر عاطفتها التي وصلت إلى أعماقنا…

لم ترحل هي فقط بل تبعها عميد الدراما السورية ( بسام لطفي ) الذي أغنى الدراما بأعمال لا تقل أهمية عن أعمال ( نجيب ) وكأن أولئك المبدعين يتسابقون على الرحيل، ذلك الفنان العريق الذي قدم 109 أعمال جميعها بقيت راسخة ليس فقط في عقولنا بل أيضاً في قلوبنا ودعنا بعد بضعة أيام من رحيل حسناء الشاشة…

كما وجاء الموت نحو أهم أدباءنا فقد أخذ معه كاتباً تميز بثقافته العالية، مُفكراً وليس كأي مفكر آخر ( نبيل فياض) الذي قدم العديد من الأعمال الأدبية، والتي تجسدت ب70 كتاب كان لوقع كلماته فيها صدى سيبقى يتردد على مسامعنا.

لم تقف دوامة الحزن هنا بل استمرت لتأخذ معها فناناً من الطراز الرفيع فناناً جعل من آلاته الموسيقة وسيلةً لإيصال أعذب الألحان تلك الألحان التي أطربت جميع سامعيها ( حسام بريمو ) الذي يعد من أهم المؤلفين الموسيقيين والفنانين، و هو مؤسس وقائد لجوقة ( ورد، جوقة لونا و…) كما وعمل مُدرساً في المعهد العالي للموسيقى.

شهر واحد كان كفيلاً بأخذ أهم مبدعينا ولكن ما يمكننا قوله أن رحيل الجسد ليس برحيل، فمن بقيت أعمالهم وأفكارهم كتابتهم وألحانهم لا يرحلون بل هم معنا باقون بجميع ما قدموه من إنجازات.

ميراي ابراهيم

اترك تعليقاً