ثقافة

“حكاية جدي” عملٌ فني جمع الفنان القدير دريد لحام و ابنة حمص الطفلة الموهوبة مارلي طوني يعقوب

قدمت مجموعة من الأعمال الغنائية رغم صغر سنها تمتعت بموهبة مميزة بمتابعة وتشجيع عائلتها لها بدأت بالغناء والترنيم بعمر الثلاث سنوات تقريباً وضمن ظروف استثنائية بفترة وباء كورونا ومن ثم انطلقت لتقوم بعدة أعمال غنائية تصل إلى القلب مباشرة ولكل العائلة.


الطفلة مارلي طوني يعقوب صاحبة الست سنوات التي قدمت عملاً فنياً موسيقياً مع الفنان القدير الأستاذ دريد لحام، ليعودوا بنا إلى أيام الزمن الجميل زمن البيت العربي وبساطة وجمالية الحياة آنذاك بعيدةً عن تعقيدات هذه الحياة بالإضافة لدفء العلاقة بين الجد وحفيدته.

وعن هذا العمل تحدث الأب طوني يعقوب كاتب الأغنية ووالد الطفلة مارلي عن هذا العمل:
“حكاية جدي هي حكاية موجودة في ذهن جميع الناس التي لديها تاريخ مع الجد والجدة وقد سعدت كثيراً بوجود وبموافقة الأستاذ الكبير دريد لحام على المشاركة في هذا العمل وهو غني عن التعريف فهو فنان عظيم في ذاكرة السوريين.

بدأت الفكرة عندما كنا بزيارة للأستاذ دريد لحام و عرضنا عليه الكلام فرحب بالفكرة بمحبة كبيرة ومشاركته لطفلة من جيل أحفاده وهذا يدل على عمق وجداني وليس فقط درامي أو موسيقي. ولنصل لنتيجة صحيحة كان يجب اختيار أشخاص قادرين على إخراج هذا العمل بأفضل الطرق. تم عرض الكلام على الملحن والمخرج الأستاذ شادي سروة ابن عائلة فنية عريقة حيث تم وضع خطة إخراجية بطريقة مميزة، مع طاقم عمل مميز ومتكامل من مصورين وموسيقين سوريين، ثم تمّ التسجيل في استديوهات كلية التربية بجامعة البعث للمرة الرابعة وبشكل مجاني كتشجيع لموهبة مارلي، تلك الموهبة التي نشأت بفترة وباء كورونا و كنا حينها مجبرين على الجلوس في المنزل، وأنا كعازف موسيقي كنت أحرص على أن تسمع ابنتي مارلي مقطوعات موسيقية، بدأت أعلمها الصلاة الربانية باللغة السريانية وقمنا بتسجيل هذه الصلاة ونشرها بفترة وجيزة، كان عمرها آنذاك سنتين وتسعة شهور، ولاقت تشجيع كبير على جميع وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا كله أيضاً بفضل والدتها حلا السكت التي علمتها واهتمت بها ودربتها.

في النهاية شكر المدارس الغسانية الأرثوذكسية التي لها دور كبير في دعم موهبة مارلي وتشجيعها.

وقد عبر الأستاذ شادي سروة ملحن ومخرج العمل عن سعادته كونه جزءاً من هذا العمل الفني، وذكر بأن لحن الأغنية من الألحان الغير معقدة و البسيطة و التي اعتمدت على مقامين فقط، حيث كان التحدي الأكبر في أن يكون اللحن مناسباً موسيقياً لفئتين عمريتين متباعدتين جداً من جهة المساحة الصوتية، فكان يجب مراعاة المساحة الصوتية الخاصة للأستاذ دريد و نبرته الخاصة المحببة لدى الجمهور وأيضاً مراعاة المساحة الصوتية و مقدرات الطفلة مارلي.

ومن جهة أخرى حاول أن لا يكون هناك تكرار في الجمل اللحنية و في ذات الوقت أن لا تحتوي على قفزات لحنية كبيرة و تنويعات كثيرة في الجمل اللحنية لتكون مناسبة للأطفال. بالإضافة لشيء من العاطفة و الحميمية للزمن الجميل و أيام التواصل المباشر بين الناس و بساطة ودفئ الحياة في مجتمعنا الشرقي. لذلك كان هناك بعض التنويعات اللحنية بنفحات شرقية أظهرها بشكل جميل جداً في توزيعه العزيز الموزع الموسيقي ناريك عابجيان باستخدام آلة القانون .

بالنسبة لما يخص التصوير فكان ضمن الإمكانيات التقنية و الإنتاجية المحدودة جداً لتقديم فيديو كليب قريب من عين المشاهد و يعكس قدر المستطاع كلمات و لحن الاغنية. حيث كان الاعتماد على التعبير العميق و العفوي للأستاذ دريد و براءة و عفوية الطفلة و جمال موقع التصوير في دمشق القديمة فندق دار الياسمين ساعده على ذلك .

وعلى صعيده الشخصي عبّر ” أن التجربة كانت مهمة ليس فقط على المستوى الفني إنما على مستوى الخبرة الشخصية و التعلم، فتواضع انسان بحجم شيخ الكار الأستاذ دريد و تعامله بهذه الإحترافية مع العمل يعطيك درساً لا تستطيع أن تتعلمه إلا على يد المعلمين الكبار مثله أطال الله في عمره.”
خاتماً بتحية شكر لكل من ساعد في ظهور هذا العمل و بالأخص الأستاذ و الصديق العزيز سمير كويفاتي الذي أعطى من خبرته و وقته في التسجيل الصوتي و المعالجة الفنية .

كما أن الشكر موصول لجريدة حمص على هذه التغطية الإعلامية.

كما عبّرت الطفلة الموهبة مارلي ببرائة كلماتها عن مدى سعادتها بالمشاركة بهذا العمل وخاصة بتواجد الممثل الفنان القدير دريد لحام وأرادت أن ترسل من خلال العمل فكرة للناس عن العلاقة الجميلة بين الجد وحفيدته و أن تتابع بهذه الأعمال.

وفي تصريح خاص لعمدة مدارس الغسانية الأرثوذكسية في حمص الأستاذ مرهف شهله الذي أبدى فخره بالطالبة مارلي يعقوب وهي من طالبات مدارس الغسانية، مُعبراً عن أهمية هذه الأغنية لما تحمله من معانٍ سامية أولاً ومشاركتها مع الفنان الكبير دريد لحام الذي ارتبطت ذاكرة جميع السوريين والوطن العربي بفنه الراقي الجميل المستمر حتى يومنا هذا، ومن خلال هذه الأغنية نستعيد ألق الماضي الجميل بكل ما يحمله من معان عن تماسك الأسرة (العلاقة بين الجد والحفيدة)، وحميمية المكان (البيت العربي)، و رغم صغره وضعف خدماته كان يتسع للعائلة كاملة بسعادة ومحبة وهناء، وما أحوجنا اليوم لتلك المعان السامية التي افتقدناها ، كذلك كلمات الأغنية وموسيقاها وإخراجها متكامل ومنسجم وبسيط يُعيد ألق الأغنية الوطنية السورية .

وأخيراً دورنا في المدارس الغسانية الأرثوذكسية دعم المواهب والإضاءة عليها إلى جانب دورنا التعليمي والتربوي .

فأغنية (حكاية جدي) من أيام الزمن الجميل محاولة لإنعاش زمن لا يشبه أي زمان.

الجدير ذكره أن مارلي برصيدها مجموعة من الأغاني المصورة وهي غنّوا يا أطفال, نوّرتي عيلتنا, لعيونك يا ماما وحكاية جدّي.

تصوير: استديو محبة زيدل

عن الكاتب

وجيه فرج

وجيه الياس فرج خريج كلية الآداب قسم: لغة إنكليزية.
موجه في المدارس الغسانية الأرثوذكسية الخاصة.
من هواياتي الرياضة والمطالعة.
محرر ومراسل في جريدة حمص.

اترك تعليقاً