الأعداد من ذاكرة الجريدة

نديم ناصر مدرس من حمص برتبة فارس

ولدفي حمص في 23 من آب عام1939. درس في المدارس الغسانية اﻷورثوذكسية حتى الصف الثالث الثانوي خلال 14 سنة.

في عام 1954 حصل على شهادة الكفاءة التي تدعى اليوم شهادة التعليم اﻷساسي وكان ترتيبه اﻷول في سورية.

وفي عام 1957 حصل على الشهادة الثانوية الفرع العلمي وكان ترتيبه أيضاً اﻷول في سورية، فحصل على منحة جامعية من الحكومة السورية وأوفد إلى ألمانيا لدراسة الفيزياء النووية للأغراض السلمية، ونال شهادة في الفيزياء النووية بمرتبة (امتياز).

لكن رغم المغريات في بلاد الاغتراب، ورغم العروض المادية والعلمية هناك، كان عنده دافع يحثه للعودة إلى بلده، فأحياناً يتعلق المرء ببلده دون أن يعرف السبب، ربما بقي مربوطاً به بحبل خفي ساكن في الوجدان، متعمق في الروح، مستقر في القلب، وربما كانت المحبة واعية تعرف أن تختار هذا البلد لأنها منشأه وموطنه، فآثر العودة عام 1964 محملاً بالحنين والشوق والتصميم على النجاح.

كانت محبته للعلم جذوة متقدة، ومحبته لطلابه شعلة لا تنطفئ، ارتبط معهم بحب العلم وتمهيد كل الطرق الموصلة إليه.

لقد آمن أن المعلم منارة للأجيال القادمة، فأبى إلا أن يقدم حصيله تعبه وعصارة خبرته ومعرفته لأبناء بلاده، فما من شيء كان يبعث في قلبه السعادة سوى رؤية طلابه دائماً في المراتب الأولى.

كان صاحب الفضل الكبير والرسالة السامية التي قدمها لطلابه ليبنوا مستقبلاً، ويسير معهم خطوة بخطوة ليهيئ لهم طريق تحقيق الهدف.

بدأ مهنة التدريس عام 1964 في إدلب (جسر الشغور) ثم في حمص عامز1965 حيث درّس في عدة مدارس ومعاهد منها: المعهد العربي الإسلامي، مدرسة رفيق رزق سلوم، المدرسة الإنجيلية.

كان عضواً في لجنة المدارس الغسانية الأرثوذكسية منذ عام 1971 وحتى عام 2017، وعضواً في جمعية الرابطة الأدبية للميتم الأرثوذكسي، كما أنه عضو ومؤسس في جمعية رابطة أصدقاء المغتربين.

يجيد اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية، متزوج ولديه ولدان وابنة.

معلم مثل الأستاذ نديم ناصر قد لا يتكرر، فقلما تجد معلماً يحشو أدمغة طلابه بالعلم والمعرفة والتهذيب والاحترام كما يفعل الأستاذ نديم، إذ يسعى معهم ليصيبوا الهدف الذي يبتغونه وينالوا العلامات الكاملة في الفيزياء، فكل طلابه علاماتهم كاملة أو شبه كاملة في الشهادة الثانوية، إذ يعرف كيف يوجه الطالب لتحقيق الهدف. إنه مسيرة حافلة بالعطاء في مدارسنا الغسانية، وفي المدارس الأخرى، وفي التعليم والتهذيب والتواضع، فإذا سألته عن مسيرة عطائه الطويل ادعى عدم المعرفة، أو قال إن ذلك لا يهم، أو انتقل إلى موضوع آخر.

وإذا حاولت أن تضيء جانباً خفياً في حياته، قال لك محبتي لطلابي ورؤيتهم ناجحين هي أهم أمر في حياتي، إنه فارس في عصر انتهى فيه الفرسان.

واليوم لا تسعفنا الكلمات والعبارات عرفاناً له، فكم من طالب أصبح مجتهداً بفضله، وأمسى طبيباً ومهندساً بفضل تعليمه، وكم من طالب فتح فكره وذهنه على آفاق جديدة من العلم بفضل توجيهاته.

فشكراً له بحجم عطائه وغيرته.

#العدد_4_2021

عن الكاتب

ريتا طحان

ريتا سليم طحّان
- خريجة كلية الإعلام والاتصال اختصاص علاقات عامة
_-طالبة أ دب عربي في جامعة البعث
- متطوعة في جمعية بذور رجاء (متابعة وتقييم مشاريع صغيرة)
- سكرتيرة تحرير جريدة حمص
- مراسلة ومحررة سابقة بجريدة حمص
-هواياتي: المطالعة

اترك تعليقاً